في الجمعة"، قلت: أطَيق أكثر من ذلك، قال: "أفطر يومين وصم يومًا"، قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: "صم أفضل الصوم؛ صوم داود: صيام يوم، وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة"، فليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذاك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار، ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا وأحصى، وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئًا فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه.
قال أبو عبد الله البخاري: وقال بعضهم: في ثلاث، وفي خمس، وأكثرهم على سبع.
أخرجه البخاري (١٩٧٨ و ٥٠٥٢)، والنسائي في المجتبى (٤/ ٢٠٩/ ٢٣٨٩)، وفي الكبرى (٣/ ١٨٧/ ٢٧١٠) و (٧/ ٢٧٦/ ٨٠١٢)، وأحمد (٢/ ١٩٨)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٤٥٠ / ١٤٣٠٧)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٣٥١/ ١٩٨٠). [التحفة (٦/ ١٢٨/ ٨٩١٦)، الإتحاف (٩/ ٦١٥/ ١٢٠٥٧)، المسند المصنف (١٧/ ١٤٣/ ٨٠٠٩)].
١٢ - ورواه محمد بن جعفر غندر، وروح بن عبادة، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ووهب بن جرير، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي [وهم ثقات]:
حدثنا شعبة، عن حصين، عن مجاهد [وفي رواية روح: سمعت مجاهدًا]، عن عبد الله بن عمرو؛ أنه تزوج امرأةً من قريش، فكان لا يأتيها، كان يشغله الصوم والصلاة، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "صم من كل شهر ثلاثة أيام"، قال: إني أطيق أكثر من ذلك، فما زال به حتى قال له: "صم يومًا، وأفطر يومًا"، وقال له: "اقرأ القرآن في كل شهر"، قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "اقرأه في كل خمس عشرة"، قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "اقرأه في كل سبع"، حتى قال: "اقرأ في كل ثلاث".
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك". لفظ غندر.
ومنهم من رواه مختصرًا بلفظ: "من رغب عن سنتي فليس مني".
أخرجه بتمامه أو بطرف منه: ابن خزيمة (١/ ٩٩/ ١٩٧) و (٣/ ٢٥٨/ ٢٠٢٤)، وابن حبان (١١)، وأحمد (٢/ ١٨٨ و ٢١٠)، والحارث بن أبي أسامة (٢٣٦ - بغية الباحث)، والبزار (٦/ ٣٤٠/ ٢٣٤٧)، والطحاوي في المشكل ٣١/ ٢٦٦/ ١٢٣٧)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٤٣٩/ ١٤٢٩١)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (١/ ٩٧/ ١٤٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٩٦)، والخطيب في التاريخ (٤/ ٥٢٩ - ط الغرب)، وفي الفقيه والمتفقه (١/ ٣٧٥)، وأبو القاسم عبد الرحمن ابن منده في الرد على من يقول الم حرف (١)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (٤٤٧ و ٤٥٦)، وابن حجر في الأمالي المطلقة (٧٦)، وقال: "هذا حديث صحيح". [الإتحاف (٨/ ٦٥٠/ ١٠١٥٧) و (٩/ ٦١٥/ ١٢٠٥٥ و ١٢٠٥٧) و (٩/ ٦١٦/ ١٢٠٥٨)، المسند المصنف (١٧/ ١٤٣/ ٨٠٠٩)].