للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورواه سفيان بن حسين [ثقة في غير الزهري، فإنه ليس بالقوي فيه]، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى في المسجد ذات ليلة في رمضان، وصلى خلفه ناسٌ بصلاته، ثم نزل الليلة الثانية، فكانوا أكثر من ذلك، ثم كثروا في الليلة الثالثة، فلما كانت الليلة الرابعة، غصَّ المسجد بأهله، فلم ينزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا في ذلك: ما شأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل؟ فسمع مقالتهم، فلما أصبح، قال: "يا أيها الناس! إني قد سمعت مقالتكم، وإنه لم يمنعني أن أنزل اليكم إلا مخافة أن يفترض عليكم قيام هذا الشهر".

وفي رواية: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة في رمضان، فصلى في المسجد أناس خلفه، فلما أصبحوا ذكروا ذلك، فكثر الناس الليلة الثانية، فلما كانت الليلة الثالثة غص المسجد بأهله، فلم ينزل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، فلما أصبح ذكروا ذلك له، فقال: "قد علمت بمكانكم، وعمداً فعلت ذلك".

أخرجه أحمد (٦/ ١٨٢)، وعبد بن حميد (١٤٧٠)، وأبو محمد الخلال في المجالس العشرة (٤٢). [الإتحاف (١٧/ ١٨٨/ ٢٢١٠٦)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٦٧/ ١٧٨٧٩)].

قلت: وهو حديث حسن، وسفيان بن حسين وإن كان تكلم في روايته عن الزهري، وضُغِّف فيه، إلا أنه هنا قد تابع ثقات أصحاب الزهري في إسناده، لكنه قد رواه بالمعنى، ولم يخل بأصله، والرواية الأولى أشبه برواية الثقات، ولم يأت بالزيادة المدرجة في آخره.

ووجه آخر فيمن لم يأت بالزيادة المدرجة في آخره:

فقد روى الطبراني في الأوسط (٢/ ٦/ ١٠٤٣)، قال: حدثنا أحمد، قال: نا أبو جعفر [هو: النفيلي، عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني: ثقة حافظ]، قال: قرأت على معقل بن عبيد الله [جزري حراني: لا بأس به]، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلةً في شهر رمضان فصلى في المسجد، فصلى رجال وراءه بصلاته، وأصبح الناس فتحدثوا بذلك، حتى إذا كان الليلة الثانية خرج فصلى في المسجد، فلما كانت الليلة الثالثة لم يخرج، فصاح الناس، وقرعوا بابه، فلم يخرج، فلما أصبح قال: "إنه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكني خشيت أن يفرض عليكم، فلا تقوموا به".

قلت: شيخ الطبراني هو: أبو الفوارس أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال الحراني، قال فيه ابن عدي: "هو ممن يكتب حديثه"، وأنكر عليه حديثاً واحداً أخطأ في متنه، فرواه بالضد، قال ابن عدي: "وهذا حديث شُبِّه على أبي الفوارس هذا [يعني: ابن عقال الحراني]، ... ، فجاء بهذا الحديث بالضد، ... ولم أر في حديثه أنكر من هذا، وهو ممن يكتب حديثه، وليس عندي عن أبي الفوارس عن النفيلي أنكر من هذا الحديث"، وقال فيه بلديُّه الحافظ أبو عروبة الحراني: "لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه"، وبلدي الرجل أعلم به من الغرباء، وقال الهيثمي: "ضعيف" [الكامل (١/ ٢٠٣) (١/ ٤٦٦ - ط الرشد)، اللسان (١/ ٥٢٣)، مجمع الزوائد (٥/ ٤٨) و (٩/ ٢٧٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>