للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف عنه قناعه، فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ، فناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا معاذ"، قال: لبيك يا نبي الله! قال: "ادْنُ دونك" [وفي رواية: "ادْنُ دنوك"]، فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد"، فقال معاذ: يا نبي الله نعس الناس، فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا كنت ناعسًا"، فلما رأى معاذ بشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه وخلوته له، قال: يا رسول الله! ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "سلني عمَّ شئت"، قال: يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "بخ بخ بخ، لقد سألت بعظيم" لقد سألت بعظيم" ثلاثًا، "وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير"، فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات؛ يعني: أعاده عليه ثلاث مرات؛ حرصًا لكي ما يتقنه عنه، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا حتى تموت، وأنت على ذلك فقال: يا نبي الله! أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات، ثم قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر وذروة السنام فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله! فحدثني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه، ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله".

وفي رواية: قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسانه، ثم وضع عليه إصبعه فاسترجع معاذ، فقال: يا رسول الله! أنؤاخذ بكل ما نقول ويكتب علينا؟ قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكب معاذ مرات، وقال: "ثكلتك أمك يا ابن أم معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟ ".

وفي رواية: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؛ الصلاة بعد الصلاة المفروضة؟ قال: ألا، ونعم ما هي"، قال: فالصوم بعد صيام رمضان؟ قال: "لا، ونعم ما هو"، قال: فالصدقة بعد الصدقة المفروضة؟ قال: "لا، ونعم ما هي"، قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسانه ثم وضع عليه إصبعه، فاسترجع معاذ، فقال: يا رسول الله! أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا؟ قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكب معاذ

<<  <  ج: ص:  >  >>