وفي المغني لابن قدامة (١/ ١٨٨): "نرى أنه غلط".
وفي كتاب الخلال: "سئل أبو عبد الله عن حديث عائشة في القُبلة؟ فقال: هو غلط" [شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (٢/ ٥٠٨)].
وفي كتاب الميموني: "قال أبو عبد الله: هذا الحديث مقلوب على حديث عائشة: قبَّل وهو صائم، وهو هذا الحديث بعينه، يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قلت: فمن أين؟ أليس حبيب صالح الحديث؟ قال: بلى، ولكن لا أعلم أحدًا روى عن حبيب عن عروة شيئًا إلا هذا الحديث، وحديث آخر يرويه الأعمش" [كذا في شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (٢/ ٥٠٨ - ٥٠٩) وهي طبعة كثيرة التصحيف ومشحونة بالأخطاء].
وفيه أيضًا (٢/ ٥٠٩): "وفي مسائل حرب بن إسماعيل الحنظلي الكرماني: وسمعت إسحاق -يعني: ابن راهويه- لما ذكر حديث حبيب عن عروة -يعني: هذا- قال: هذه الرواية ليست بصحيحة لما نظن أن حبيبًا لم يسمع من عروة، وإنما بلغه عنه، ويُروى عن هشام عن أبيه خلاف ذلك، وهذا أعظم الدلالة في ذلك"، ونقل بعضه ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٤٤).
• فهذا إجماع من المحدثين على تضعيف هذا الحديث، وإنكاره على حبيب بن أبي ثابت، وأنه غلط فيه على عروة، مع كونه لم يسمع منه؛ فمن هؤلاء الذين ضعفوه:
يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، والبخاري، والترمذي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن المنذر، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وعلي بن نصر، وعيسى بن شاذان، والدارقطني، والبيهقي.
ويمكن تلخيص علته في أمرين:
أحدهما: أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا، وقد أجمع على ذلك المحدثون، وإجماعهم يكون حجة.
الثاني: أن حبيبًا غلط في هذا الحديث فقال: كان يقبِّل بعض نسائه ثم يخرج إلى الصلاة ولا يتوضأ، وقد رواه جماعة عن عروة بلفظ: كان يقبِّل وهو صائم، وهو المحفوظ.
قال البيهقي في السنن الكبرى (١/ ١٢٧): "والحديث الصحيح عن عائشة؛ في قبلة الصائم، فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها، ولو صح إسناده لقلنا به إن شاء الله تعالى".
وقال في المعرفة (١/ ٢١٦): "والصحيح: رواية عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعلي بن الحسين، وعلقمة، والأسود، ومسروق، وعمرو بن ميمون، عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل -أو: يقبلها- وهو صائم".
• إذا علمت ذلك وبان لك وجهه: فلا تغتر بما قال ابن عبد البر فخالف بذلك إجماع المحدثين حيث قال في الاستذكار (١/ ٣٢٣ - ٣٢٤): "وهذا الحديث عندهم