للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ونقل أيضًا في تقدمة الجرح والتعديل (١/ ٢٣٩) عن علي بن المديني قال: "سمعت يحيى [يعني: ابن سعيد القطان] وذُكر عنده حديثا الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة: تصلي المستحاضة وإن قطر الدم على الحصير، وفي القُبلة، يعني: حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قبَّل ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. فقال يحيى: اِحكِ عني أنهما شبه لا شيء".

وقول يحيى بن سعيد القطان هذا - في تضعيف هذا الحديث جدًّا- حكاه أيضًا: النسائي في سننه (١/ ١٠٤ - ١٠٥/ ١٧٠)، والدارقطني (١/ ١٣٩)، والبيهقي في السنن (١/ ١٢٦)، وفي الخلافيات (٢/ ١٦٧/ ٤٣٧ و ٤٣٨)، وفي المعرفة (١/ ٢١٦/ ١٨١).

وقال الدارقطني في السنن (١/ ١٣٩): "حدثنا أبو بكر النيسابوري: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول؛ وذُكر له حديث الأعمش عن حبيب عن عروة، فقال: أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا، زعم أن حبيبًا لم يسمع من عروة شيئًا"، ورواه في العلل (١٥/ ٦٤/ ٣٨٣٧) بأطول من هذا السياق.

وأسنده من وجه آخر عن عبد الرحمن بن بشر: البيهقي في الخلافيات (٢/ ١٦٦/ ٤٣٦).

وقال عباس الدوري: "قيل ليحيى [يعني: ابن معين]: حبيب ثبت؟ قال: نعم، إنما روى حديثين -أظن يحيى يريد: منكرين-: حديث تصلي الحائض وإن قطر الدم على الحصير، وحديث القُبلة" [تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ١٨)] [ورواه من طريقه: البيهقي في المعرفة (١/ ٢١٧/ ١٨٢)، وانظر: السير (٥/ ٢٩٠)، والتهذيب (٢/ ١٥٤)].

وقال البيهقي في الخلافيات (٢/ ١٦٦ - ١٦٨): "هذا حديث يشتبه فساده على كثير ممن ليس الحديث من شأنه، ويراه إسنادًا صحيحًا، وهو فاسد من وجهين:

أحدهما: أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير، فهو مرسل من هذا الوجه"، ثم أسند كلام الثوري والقطان السابق ذكره ثم قال:

"والوجه الآخر: يقال: إن عروة هذا ليس ابن الزبير، إنما هو شيخ مجهول، يعرف بعروة المزني".

وهذا سبق بيانه وأنه عروة بن الزبير، وشذ من قال: عروة المزني.

وقال مغلطاي في الإكمال (٣/ ٣٥٦ - ٣٥٧): "قال إسماعيل [يعني: ابن إسحاق القاضي بعد أن أسند هذا الحديث]: الأحاديث المرفوعة في هذا الباب منكرة، وقد سمعت جماعة من أهل العلم بالحديث نحو: علي بن نصر، وعيسى بن شاذان، وغيرهما: ذكروا حديث حبيب فعجبوا منه وأنكروه، قالوا: وهو مما يعتد به على حبيب، ومن يحسِّن فيه أمره يقول: أراد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم، فغلط بهذا".

وممن أنكر هذا الحديث أيضًا: الإمام أحمد.

قال ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٨٠٢): "وحديث حبيب عن عروة أيضًا، قال أحمد ويحيى: هو منكر"، ثم ذكر له ابن رجب ثلاثة أحاديث: حديث القُبلة هذا، وحديث المستحاضة، وحديث الدعاء الذي تقدم ذكره، وأشار إليه أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>