للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن عبيد الله بن عمر العمري، قال: أخبرني نافع؛ أن ابن عمر كان يوتر على راحلته.

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٤١/ ٨٥٢ و ٨٥٣ - مسند ابن عباس).

• وخالفهم: فضيل بن غزوان، فرواه عن نافع، قال: كان ابن عمر يصلي أينما توجهت به راحلته عليها، وكان إذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الأرض.

أخرجه محمد بن الحسن في زياداته على موطأ مالك (٢١٥)، وفي الحجة على أهل المدينة (١/ ١٨٨)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٣٨ و ٥٣٩/ ٨٤٧ و ٨٤٨ - مسند ابن عباس).

وهذا رواية شاذة عن نافع، ورواية الجماعة أولى.

وبرواية الجماعة عن نافع: رواه سالم، عن أبيه، قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسبِّح على الراحلة، أيَّ وجهٍ توجَّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي المكتوبة عليها [تقدم برقم (١٢٢٤)، وهو في صحيح البخاري (١٠٩٨) معلقًا. وفي صحيح مسلم (٧٠٠/ ٣٩) موصولًا].

بل تقدم معنا نص صريح في أن ابن عمر لم يكن يرى حتمية النزول لأجل الوتر كالفريضة، بل قد ثبت عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه الرخصة في الوتر على الراحلة، وليس لأحد أن يدعي بعد ذلك نسخًا إلا بثبوت التأريخ على دعواه، ولا يثبت:

فقد روى مالك، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سعيد بن يسار، أنه قال: كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكة، قال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت، ثم أدركته، فقال لي ابن عمر: أين كنت؟ فقلت له: خشيت الفجر فنزلت فأوترت، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسوة [حسنة]، فقلت: بلى والله، قال: إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يوتر على البعير [متفق عليه: البخاري (٩٩٩)، مسلم (٧٠٠/ ٣٦٠)].

ففي هذا الحديث وغيره مما تقدم ذكره: ثبوت الرخصة في الوتر على الراحل؛ فإن قيل: قد ثبت عن ابن عمر أيضًا أنه نزل للوتر:

• فقد روى عمر بن ذر المرهبي، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وغيرهما:

عن مجاهد؛ أن ابن عمر كان يصلي في السفر على بعيره أين ما توجه به، فإذا كان السحر نزل فأوتر. لفظ المرهبي. ولفظ حصين في الأصح عنه: صحبت ابن عمر من المدينة إلى مكة، فكان يصلي على دابته حيث توجهت به، فإذا كانت الفريضة نزل فصلى.

أخرجه محمد بن الحسن في زياداته على موطأ مالك (٢١١ و ٢١٢)، وفي الحجة على أهل المدينة (١/ ١٨٨)، وأبو يوسف في الآثار (١١٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٣٥/ ٣٨٤٥) و (٢/ ٢٣٧/ ٨٥١٨)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٣٨/ ٨٤٦ - مسند ابن عباس)، والطحاوي (١/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>