• قال أبو داود في المراسيل (٥٦): حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، قال: كان صدر خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى".
أسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه، ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله.
وإسناده صحيح إلى ابن شهاب الزهري مرسلًا.
• وقال أبو داود في المراسيل (٥٨): حدثنا محمد بن سلمة: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا خطب: "كل ما هو آتٍ قريبٌ، لا بُعْدَ لما هو آتٍ، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخِفُّ لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمرًا ويريد الناس أمرًا، ما شاء الله كان ولو كره الناس، ولا مبعِّدَ لما قرَّب الله، ولا مقرِّبَ لما بعَّد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله جل وعز".
وأخرجه من طريق ابن وهب أيضًا: البيهقي في السُّنن (٣/ ٢١٥)، وفي الأسماء والصفات (٣٧١).
* وممن وهم في هذا الحديث فوصل إسناده:
ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله [كان سيئ الحفظ، تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها، وهذا منها. التهذيب (٣/ ٦١٦)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٦)]، فرواه عن عمه، عن سالم، عن أبي هريرة، موقوفًا عليه.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٨٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٣٠).
• ورواه الواقدي، عن ابن أخي الزهري، عن سالم، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٩٠)، والواقدي: متروك، متهم.
وحديث أبي هريرة هذا بكلا الوجهين: منكر، وقال العقيلي بأنه لم يتابعه عليه أحد.
قلت: إنما هو من مراسيل الزهري، وقد روي من كلام ابن مسعود بإسناد منقطع [انظر: جامع معمر (١١/ ١٥٩/ ٢٠١٩٨)، المعجم الكبير (٩/ ٩٨/ ٨٥٢٣)، شعب الإيمان (٤/ ٢٠٠/ ٤٧٨٦)، الأسماء والصفات (٣٧١)، الإبانة لابن بطة (٤/ ٨٦/ ١٤٩٥)].
• وقال أبو داود في المراسيل (٥٥): حدثنا ابن السرح، وحدثنا سليمان بن داود: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبدأ فيجلس على المنبر، فإذا سكت المؤذن قام فخطب الخطبة الأولى، ثم جلس شيئًا يسيرًا، ثم قام فخطب الخطبة الثانية، حتى إذا قضاها استغفر، ثم نزل فصلى.
قال ابن شهاب: فكان إذا قام أخذ عصا فتوكأ عليها وهو قائم على المنبر، ثم كان أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان؛ يفعلون مثل ذلك.