القليل، إلا أن الثوري قد حدث عنه بشيء يسير، ولم يتبين لي ضعفه لقلة حديثه، إلا أن ابن معين قد نسبه إلى الضعف" [الثقات (٨/ ٢٠٩)، تاريخ الدوري (٣/ ٤٧١) و (٤/ ٤ و ١١٤)، وتاريخ أسماء الثقات (٢٢٤)، الكامل (٢/ ٤٢٣)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١٠٤١)].
فوهم حنظلة هذا في سنده ومتنه، وأتى فيهما بالعجب، والمشهور: حديث ابن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن حسان بن بلال، عن عمار بن ياسر مرفوعًا، كما تقدم.
أو يكون الوهم فيه من ابن أبي المخارق نفسه لضعفه، لكن الأول أولى، والله أعلم.
وقد رواه شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد: أنه كان يخلل لحيته إذا توضأ.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٠٧/٢٠)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٤٦٠/ ١١٣٩٨ - ١١٤٠١ و ١١٤٠٧)، وأبو القاسم البغوي من مسند ابن الجعد (٢٥٥).
وهذا إسناد صحيح إلى مجاهد مقطوعًا، وهو مما يقوى القول الثاني، بأن الوهم إنما هو ابن أبي المخارق، وأنه رواه بإسنادين وهذا لا يحتمل من مثله، والله أعلم.
١١ - ابن عمر: وله طريقان:
الأول: يرويه أحمد بن محمد بن أبي بزة، قال: نا مؤمل بن إسماعيل، قال: نا عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان إذا توضأ خلل لحيته وأصابع رجليه، ويزعم أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٩٤/ ١٣٦٣).
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا مؤمل".
قلت: عبد الله بن عمر العمري، ومؤمل بن إسماعيل، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة: ثلاثتهم ضعفاء.
• وخالف مؤمل بن إسماعيل فيه: عبد الرزاق بن همام الصنعاني: الإمام الثقة الحافظ المشهور، فرواه في مصنفه (١/ ٢٥٩/ ٩٩١)، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان إذا اغتسل من الجنابة نضح الماء في عينيه وخلل لحيته.
لم يجاوز به ابن عمر من فعله موقوفًا عليه.
• ورواه أيضًا: عبيد الله بن عمر العمري [الثقة الثبت المتقن]، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يخلل لحيته.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٠/ ١٠٠) و (٧/ ٣٦٤٦٣/٣١٨)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٤٦٠/ ١١٤٠٣)، وابن المنذر (١/ ٣٨٢/ ٣٦٤).
فالصحيح موقوف على ابن عمر من فعله.
ورواه الخلال ثم قال: قال جعفر بن محمد المخرمي: قال أحمد: "ليس في التخليل أصح من هذا" [الإمام (١/ ٤٩٢)، البدر المنير (٢/ ١٩٠)]، يعني: الموقوف على ابن عمر.