ابنه: "صحيح؟ قال: لو كان صحيحًا لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث الخبر، وهذا أيضًا مما يوهنه" [العلل (١/ ٣٢/ ٦٠)].
وفي علل الخلال أعل أحمد هذه الرواية برواية عبد الكريم.
وفيه أيضًا: قال مهنا: قال عباس العنبري لأحمد: قال أبو الحسن -يعني: علي بن المديني-: "لم يسمع قتادة هذا إلا من عبد الكريم"، قال أحمد: "كان علي بن المديني قد عرف الحديث" [الإمام لابن دقيق العيد (١/ ٤٩١)] [وانظر: إتحاف المهرة (١١/ ٧٢٠/ ١٤٩٣٠)].
وبهذا يرجع الحديث مرة أخرى إلى عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف، ولم يسمعه من حسان.
فهؤلاء أربعة من كبار جهابذة النقاد: أحمد وابن المديني والبخاري وأبو حاتم: جزموا بإعلال هذا الحديث، وعدم صحته، فمن بعدهم؟
وأيضًا: قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، تفرد به سفيان".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث سفيان عن سعيد، تفرد به إبراهيم"، يعني: ابن بشار الرمادي، ولم يتفرد به فهو مشهور عن ابن عيينة، رواه عنه، ابن أبي عمر العدني والحميدي.
خالف ابن عيينة في الإسناد الأول:
حنظلة بن عبد الحميد، فرواه عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد، عن عبد الله بن عكبرة -وكانت له صحبة- قال: "التخلل سُنَّة".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣٢٩/ ٧٦٣٩)، وفي الصغير (٢/ ١٤٩/ ٩٤١)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (١٧٣٠)، وأبو نعيم في. معرفة الصحابة (٣/ ١٧٤٤/ ٤٤٢٢).
من طريق زيد بن أخزم: ثنا أبو أحمد الزبيري: ثنا حنظلة به.
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عكبرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو أحمد الزبيري، ولا نحفظ لعبد الله بن عكبرة حديثًا غير هذا".
قلت: عبد الله بن عكبرة هذا: مجهول، كما قال أبو نعيم في المعرفة، ولا تثبت له صحبة، فإنني لم أر له ذكرًا في كتب المتقدمين: لا في تاريخ البخاري، ولا في الجرح والتعديل، ولا في الثقات لابن حبان، ولا عند من أفرد الصحابة بالتصنيف، مثل: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن قانع في المعجم، وإنما ذكره المتأخرون مثل: ابن منده وأبي نعيم وابن حجر وابن الأثير.
والوهم فيه عندي -والله أعلم- من حنظلة بن عبد الحميد هذا، وهو: حنظلة بن عبد الرحمن التميمي أو التيمي، ذكره ابن حبان في الثقات، واختلف فيه قول ابن معين فقال مرة: "كوفي، لم يكن به بأس"، وقال أخرى: "ليس بشيء"، وقال ثالثة: "ضعيف، يكتب حديثه"، وقال ابن عدي: "وهو حنظلة القاص، ولم أر لحنظلة هذا من الحديث إلا