أتخلل لحيتك؟ قال: وما يمنعني، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخلل لحيته.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣١) تعليقًا. والترمذي (٢٩)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٢٧)، وابن ماجه (٤٢٩)، والحاكم (١/ ١٤٩)، وأحمد في العلل (١/ ٤٥٥/ ١٠٣٥)، والطيالسي (٦٤٥)، والحميدي (١٤٦)، وأبو عبيد في الطهور (٣١٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٩/ ٩٨) و (٧/ ٣١٨/ ٣٦٧٤٥٨)، وفي المسند (٤٣٣)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ٤٧)، وأبو يعلى (٣/ ١٨٠/ ١٦٠٤)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٤٦١/ ١١٤١٨)، والبيهقي في المعرفة (١/ ١٧٧/ ٩٠)، وابن عساكر في التاريخ (٤٩/ ٥٩)، والمزي في التهذيب (٦/ ١٥).
تنبيه: وقع عند الحاكم: "عن عبد الكريم الجزري"، وهو ابن مالك: ثقة متقن، لذا ذهب إلى تصحيحه؛ لا سيما مع اقترانه بالإسناد الآخر الآتي ذكره، لكن هذا وهم، وإنما هو عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية -كما وقع مصرحًا به في الأسانيد- وابن أبي المخارق: أجمعوا على ضعفه.
قال ابن حجر في إتحاف المهرة (١١/ ٧٢٠/ ١٤٩٣٠) متعقبًا الحاكم: "قوله: إنه صحيح: غير صحيح، بل هو معلول، وما وقع عنده في نسب عبد الكريم وهم، وانما هو أبو أمية، وقد ضعفه الجمهور"، ثم نقل قول أحمد.
وله علة أخرى: قال الإمام أحمد: "سمعت سفيان [ابن عيينة] يقول: عبد الكريم لم يسمع من حسان بن بلال حديث عمار"، قال أبو داود: "يعني: في تخليل اللحية في الوضوء" [مسائل أبي داود (٢٠٤٦)، العلل ومعرفة الرجال (١٠٣٥)].
ورواها الترمذي في الجامع بلفظ: "قال ابن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل".
وقال البخاري في التاريخ: "ولم يسمع عبد الكريم من حسان".
وحسان بن بلال: ثقة، رأى عمارًا [التهذيب (٢/ ٢٣١)].
وقد أعله ابن حزم في المحلى (٢/ ٣٦) بما ليس بعلة، وانظر: تعقب ابن القيم له في التهذيب (١/ ١٠٨) فقد أجاد.
• ولابن عيينة في هذا الحديث إسناد آخر:
فقد رواه ابن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسان بن بلال، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
أخرجه البخاري في التاريخ (٣/ ٣١) تعليقًا، والترمذي (٣٠)، وابن ماجه (٤٢٩)، والحاكم (١/ ١٤٩)، والحميدي (١٤٧)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣٧/ ٢٣٩٥)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٣١٧)، والبيهقي في المعرفة (١/ ١٧٧/ ٩٠).
قال البخاري: "ولا يصح حديث سعيد".
وقال أبو حاتم: "لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة عن ابن أبي عروبة"، فقال له