يزيد، وإن نقص فقل ما ينقص، فغسل يديه، ومضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وخلل لحيته، وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه مرتين مرتين، وغسل رجليه حتى أنقاهما، فقلت: يا رسول الله، هكذا التطهر؟ قال: "هكذا أمرني ربي عز وجل".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٢٢٧٧/٣٧٧)، عن شيخه أحمد بن إسماعيل الوساوسي البصري، عن شيبان به.
وقال: "لم يرو هذه اللفظة عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخليل اللحية في الوضوء: إلا نافع أبو هرمز، تفرد به شيبان".
وهذا حديث منكر؛ تفرد به بهذه الألفاظ عن عطاء بن يسار: نافع بن هرمز أبو هرمز؛ وهو: متروك، ذاهب الحديث، كذبه ابن معين، ورماه ابن حبان بالوضع [الميزان (٤/ ٢٤٣)، اللسان (٦/ ١٧٤)، المغني (٢/ ٤٥١)، المجروحين (٣/ ٥٧)].
وقد روى زيد بن أسلم هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: بغير هذا السياق، راجع الأحاديث (١١٧ و ١٣٧ و ١٣٨)، وهو في صحيح البخاري (١٤٠).
الثاني: يرويه سعدان بن يحيى، قال: حدثنا نافع مولى يوسف، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتطهر ثم يخلل لحيته، ويقول: "هكذا أمرني ربي عز وجل".
أخرجه العقيلي (٤/ ٢٨٥)، وتمام في الفوائد (١٧٧٥).
قال العقيلي بعد أن أخرجه في ترجمة نافع مولى يوسف: "لا يتابع عليه بهذا الإسناد، والرواية في تخليل اللحية فيها مقال".
وهذا منكر، كالذي قبله، ونافع هذا قيل: هو أبو هرمز المتقدم، وقيل: غيره، فرق بينهما العقيلي وغيره، وأيًّا كان: فهما سواء، نافع مولى يوسف: متروك، منكر الحديث [الميزان (٤/ ٢٤٤)، اللسان (٦/ ١٧٥)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٥ و ٤٥٩)].
• وروي موقوفًا على ابن عباس:
يرويه أبو عوانة، وهشيم، عن أبي حمزة، قال: رأيت ابن عباس يخلل لحيته إذا توضأ من باطنها، ويدخل أصابعه فيها، ويحك ويخلل عارضيه، ثم يفيض الماء على طول لحيته، فيمسحها إلى أسفل. لفظ أبي عوانة.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٠/ ٩٩) و (٧/ ٣١٨/ ٣٦٤٦١)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ٣٨٢/ ٣٦٥)، وابن منده في فتح الباب (٢٢٣٦).
وهذا موقوف على ابن عباس، بإسناد لا بأس به، وأبو حمزة هو القصاب، عمران بن أبي عطاء: ليس به بأس، لينه بعضهم.
١٠ - عمار بن ياسر:
يرويه سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية، عن حسان بن بلال، قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخل لحيته، فقيل له: -أو قال: فقلت له:-