للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العظيم في الركوع، وسبحان ربي الأعلى في السجود، وقال بعده: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبد الرحمن بن بكار معروف نسبه، صالح الحديث" [الحديث رقم (٣٦٨٦) وعليه: فإذا كان لا يُعرف بغير هذين الحديثين، وقد تفرد بهما، ولم يتابع عليهما، واختلف عليه في أحدهما، فكيف يُقبل من مثله زيادة تخليل اللحية، وقول البزار فيه: "صالح الحديث" معتمد على كونه معروف النسب، وأنه يروي متونًا معروفة غير منكرة من حيث الجملة.

فهو حديث غريب.

٥ - وائل بن حجر:

يرويه محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي: حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر، قال: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أتي بإناء فيه ماء ... فذكر حديثًا طويلًا في صفة الوضوء والصلاة، والشاهد منه قوله: "وخلل لحيته" وفيه: أنه مسح باطن أذنيه وظاهر رقبته وباطن لحيته ثلاثًا مع الوجه، ومسح ظاهر أذنيه وظاهر رقبته وظاهر لحيته ثلاثًا مع الرأس، وقد اشتمل هذا الحديث على مناكير كثيرة، هذا منها.

أخرجه البزار (١٠/ ٣٥٥ - ٣٥٧/ ٤٤٨٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٢/ ٥٠/ ١١٨).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حجر بهذا الإسناد".

قلت: هو حديث منكر.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل:

أم يحيى: مجهولة، قال ابن القطان: "لا تعرف لها حال" [بيان الوهم (٣/ ١٥٥/ ٨٦٤)].

وسعيد بن عبد الجبار: ضعيف [التقريب (٣٨٢)].

ومحمد بن حجر بن عبد الجبار: قال البخاري: "فيه نظر"، وهذا قدح شديد، وقال أبو حاتم: "كوفي شيخ"، روى بهذا الإسناد نسخة منكرة، منها أشياء لها أصول من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليست من حديث وائل بن حجر، ومنها أشياء من حديث وائل مختصرة جاء بها على التقصي وأفرط فيها، ومنها أشياء موضوعة ليست من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قاله أبو حاتم ابن حبان، وضعفه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى، وقال ابن القطان: "وهو عند البزار حديث طويل، فيه صفة الوضوء والصلاة بألفاظ تُنكر ولا تُعرف في غيره، وعلته ليست ما ذكر، وإنما يرويه محمد بن حجر، عن عمه: سعيد بن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن أمه، عن وائل، وأمه هذه لا تعرف لها حال، فأما ابنها عبد الجبار فثقة، وكان إذ مات وائل حملًا، فإنما روايته عنه بواسطة أمه هذه، أو غيرها من أهل بيته، أو عن أخيه عنه" [التاريخ الكبير (١/ ٦٩)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٣٩)،

<<  <  ج: ص:  >  >>