وقال ابن حجر في التلخيص (٢/ ٣/ ٤٧١): "وفيه أبو بكر العنسي، وهو: ضعيف، وقال البيهقي: مجهول، ومقتضاه أنه غير أبي بكر بن أبي مريم، والظاهر أنه هو، وهو: ضعيف".
قلت: هو حديث منكر؛ أبو بكر العنسي، هو شيخ لبقية والوحاظي، وليس هو بابن أبي مريم، وهو: مجهول، منكر الحديث، قال أبو زرعة الرازي:"أبو بكر العنسي، روى عنه بقية ويحيى بن صالح: منكر الحديث"، وقال ابن عدي:"مجهول، له أحاديث مناكير عن الثقات، روى عنه بقية ويحيى الوحاظي"، وقال عنه البيهقي في السنن:"مجهول"، وقال عنه في الشعب في حديث آخر من رواية بقية عنه:"مجهول، يأتي بما لا يتابع عليه" [سؤالات البرذعي (٢/ ٣٧٥)، الكامل (٧/ ٢٩٨)(٨/ ٤٦٩ - ط. الرسالة). الشعب (٣/ ٣٩٧/ ٣٨٧٣)، تهذيب الكمال (٣٣/ ١٥٥)، الميزان (٤/ ٤٩٨)، التهذيب (٤/ ٤٩٧)].
٣ - حديث عائشة:
يرويه حاتم بن عبيد الله النمَري، عن عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سها قبل التمام، فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وقال:"من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣١٢/ ٧٥٩٣)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٤٩).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا اللفظ إلا عيسى بن ميمون، تفرد به: حاتم".
قلت: حاتم النمري هذا أمره محتمل، وهو صاحب غرائب، فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ"، وقال أبو حاتم:"نظرت في حديثه فلم أر في حديثه مناكير"، وقال أبو الشيخ:"وكان من الثقات، وعنده أحاديث غرائب"، وقال أبو نعيم:"وكان من الثقات" [الجرح والتعديل (٣/ ٢٦٠)، الثقات (٨/ ٢١١)، طبقات المحدثين (٢/ ١٨١)، تاريخ أصبهان (١/ ٣٤٩)، اللسان (٢/ ٥٠٦)].
لكن البلية فيه من ابن تليدان، عيسى بن ميمون المدني، مولى القاسم، المعروف بالواسطي، وهو: متروك، منكر الحديث، لا يُتابع على حديثه، واتهمه ابن حبان [انظر: التهذيب (٣/ ٣٧٠)، الميزان (٣/ ٣٢٥)، المغني (٢/ ١٧٣)، وغيرها].
فهو حديث باطل.
° ونسوق بعض كلام الأئمة المختار في مسألة موضع سجود السهو من السلام، هل يكون قبله أم بعده:
قال أبو بكر الأثرم: "سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن السجود للسهو؛ قبل السلام أو بعده؟ فقال: في مواضع قبل السلام، وفي مواضع بعد السلام، كما صنع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا سلم من اثنتين: سجد بعد السلام، على حديث ذي اليدين، وإذا سلم من ثلاث: سجد