عن سعيد بن كثير بن عفير [مصري، صدوق]، فقال: ثنا يحيى بن أيوب [الغافقي المصري: لا بأس به]، عن قرة بن عبد الرحمن [كذا وقع في رواية أبي الزنباع، وقال علان: موسى بن عبد الرحمن]، حدثه عن عمرو بن دينار [المكي: ثقة ثبت]، حدثه عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، قال: سجدتا السهو بعد السلام.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣١٠/ ١٧٠٤)، والطحاوي (١/ ٤٤١) (٧/ ٦٥٤ / ٨٦٩١ - إتحاف المهرة).
قلت: وهذا الأثر لا يثبت عن ابن عباس، فإن راويه عن عمرو بن دينار الثقة الثبت كثير الأصحاب: قرة بن عبد الرحمن، أو: موسى بن عبد الرحمن، وليس هو: ابن حيويل الراوي عن الزهري، ولا هو بالأنطاكي ولا المسروقي فهما من شيوخ أصحاب السُّنن، فلا أدري من هو؟ ثم هو إسناد مكي، تفرد به المصريون.
وقد صح هذا النقل عن عدد من الصحابة موقوفًا ومرفوعًا، لكنه اختصار من أحاديث الباب السابق ذكرها في قصة ذي اليدين، أو في قصة زيادة الخامسة في الظهر في حديث ابن مسعود، أو غير ذلك من الموقوفات على الصحابة مما لم يبين سببه بسبب اختصار الراوي، وقد سبق إيراد بعض ذلك في مواضعه من حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود.
١٠ - عن عمر بن عبد العزيز:
روى حيوة بن شريح، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني الزهري، قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: السجود قبل السلام؟ فلم يأخذ به.
أخرجه الطحاوي (١/ ٤٤٢).
وهذا مقطوع على عمر بن عبد العزيز بإسناد شامي صحيح.
• وروى أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر [ثقة ثبت]، عن محمد بن مهاجر، عن أخيه عمرو بن مهاجر؛ أن الزهري قال لعمر بن عبد العزيز: السجدتان قبل السلام؟ قال: أبى ذلك عليك أبو سلمة بن عبد الرحمن، يا زهري.
أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٥١٩/ ١٣٨٨)، والبيهقي (٢/ ٣٤١)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ٢٠٢).
وهذا مقطوع على عمر بن عبد العزيز بإسناد شامي صحيح، وعمرو بن المهاجر بن أبي مسلم الدمشقي: ثقة، كان على شرطة عمر، وأخوه: ثقة أيضًا.
• وروى أبو زرعة، قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، قال: أخبرني محمد بن عجلان؛ أن ابن شهاب أخبره؛ أن عمر بن عبد العزيز صلى بالناس المغرب، فسها فنهض في الركعتين، فقال الناس: سبحان الله، فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين ثم انصرف، فسأل ابن شهاب، فقال: أصبتَ إن شاء الله، والسُّنَّة على غير الذي صنعت، فقال له عمر: فكيف؟ قال: تجعلهما قبل السلام، قال عمر: إني قلت: إنه دخل عليَّ ولم يدخل عليهم، قال ابن شهاب: ما دخل عليك دخل عليهم.