وقد رواه ابن جريج، قال: حُدِّثت عن ابن مسعود؛ أنه صلى بالناس فسها، فقام في مثنى الأولى فلم يتشهد، فسبح الناس، فأشار إليهم أن: قوموا، فقاموا.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣١١/ ٣٤٨٧).
وبين ابن جريج وابن مسعود مفاوز.
ورواه سفيان الثوري، عن خصيف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: إذا قمتَ أو جلستَ أو سلمتَ فاسجُد سجدتي السهو، ثم تشهَّد ثم سلِّم.
وقال مرة: السهو إذا قام فيما يجلس فيه، أو قعد فيما يقام فيه، أو سلم في ركعتين، فإنه يفرغ من صلاته ويسجد سجدتين وهو جالس يتشهد فيهما. وفي رواية أخرى بنحو هذا، وقال في آخره: فإن يسلم، ثم يسجد سجدتي السهو، ويتشهد، ويسلم.
وهو حديث اضطرب خصيف بن عبد الرحمن الجزري في إسناده ومتنه، وتقدم تخريجه برقم (١٠٢٨).
٨ - عن أنس بن مالك:
رواه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت]، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس - رضي الله عنه - أنه قام في الركعة الثانية فسبح به القوم، فاستتم أربعًا، ثم سجد سجدتين بعدما سلم، ثم قال إذا وهمتم فافعلوا هكذا.
أخرجه الطحاوي (١/ ٤٤٢)، بإسناد صحيح إلى عبد الوارث.
خالفه: إسماعيل ابن علية [ثقة ثبت]، فرواه عن عبد العزيز بن صهيب؛ أن أنس بن مالك قعد في الركعة الثالثة فسبحوا به، فقام فأتمهن أربعًا، فلما سلم سجد سجدتين، ثم أقبل على القوم بوجهه، فقال: إذا وهمتم فاصنعوا هكذا.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨٥/ ٤٤١٩) و (١/ ٣٩٠/ ٤٤٨٦).
وهذا إسناد بصري صحيح، لكن اختلفا، ففي رواية عبد الوارث وقع السهو في ترك الجلوس للتشهد، وفي رواية ابن علية وقع السهو في جلوسه بعد الركعة الثالثة فلما سبحوا قام فأتى بالرابعة، ففي الأولى نقص، وفي الثانية زيادة، مع اختلاف الموضع، ورواية ابن علية هي الأشبه بالصواب؛ حيث رواها عنه أحد كبار الحفاظ، وهو ابن أبي شيبة، وأما رواية عبد الوارث: فإنه وإن رواها عنه أبو معمر المقعد عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، وهو: ثقة ثبت، لكن شيخ الطحاوي: أحمد بن داود المكي، وهو: ابن موسى السدوسي البصري، قال ابن يونس: ثقة، ولم أجد أحدًا وثقه غير ابن يونس [تاريخ الإسلام (٢١/ ٥٧)، مغاني الأخيار (٢/ ٢٦)]، فيحتمل أن يكون منه الوهم، والله أعلم.
٩ - عن ابن عباس:
روى روح بن الفرج [أبو الزنباع القطان المصري: ثقة، وقد يتفرد بما لا يتابع عليه. راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٤٣٦)]، وعلان [علان بن المغيرة، وهو: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي مولاهم المصري: ثقة]: