بالناس الظهر، فلم يجلس في الركعتين الأوليين، فلما سلم سجد سجدتين وهو جالس.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٩١/ ٤٥٠٣)، ومن طريقه: ابن المنذر (٣/ ٢٨٩/ ١٦٧٢).
وهذا موقوف على الضحاك فعله بإسناد كوفي صحيح.
٦ - عن النعمان بن بشير:
رواه أبو خالد الأحمر [سليمان بن حيان: صدوق]، عن ابن عون، عن الشعبي؛ أن النعمان بن بشير صلى، فنهض في الركعتين، فسبحوا به، فمضى فيها، فلما فرغ سجد سجدتي الوهم وهو جالس.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٩١/ ٤٤٩٦)، ومن طريقه: ابن المنذر (٣/ ٢٨٩/ ١٦٧٤).
خالفه: حماد بن زيد [ثقة ثبت]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق]:
فروياه عن ابن عون، عن الشعبي، قال: صلى بنا النعمان بن بشير، فنهض في الركعتين، فسبَّح القوم فجلس، فلما كان في آخر الصلاة سجد سجدتين، وسجد من معه.
أخرجه ابن المنذر (٣/ ٢٩١/ ١٦٧٧)، والبيهقي (٢/ ٣٤٣).
وهذا هو الصواب، أن النعمان لم يترك الجلوس بل عاد إليه، وسجد للسهو لكونه نهض ثم جلس، مع كونه لم يترك واجبًا.
وهذا موقوف على النعمان بن بشير فعله بإسناد صحيح، لكنه ليس فيما نحن فيه من ترك الجلوس، كما أنه ليس فيه بيان موضع السجود، قبل السلام أم بعده، والأقرب للسياق أنه سجد قبل السلام، والله أعلم.
٧ - عن ابن مسعود:
ومن حديث محمد بن يحيى [هو: الذهلي الإمام الحافظ]، قال: ثنا الهيثم بن جميل [ثقة]، قال: ثنا شريك، عن منصور، عن حماد بن لقيط [وفي طبعة الفلاح: ذر بن لقيط]، عن قيس بن سليم، قال: أمنا عبد اللّه - يعني: ابن مسعود -، فنهض في الركعتين على قدميه، ثم مضى ولم يجلس، فلما قضى الصلاة سجد سجدتين بعدما سلم وهو جالس.
أخرجه ابن المنذر (٣/ ٢٨٩/ ١٦٧٥) (٣/ ٤٧٩ - ٤٨٠/ ١٦٦٧ - ط. الفلاح) معلقًا هكذا.
والأقرب عندي أنه وقع تحريف في هذا الإسناد، وأن حماد بن لقيط، أو: ذر بن لقيط هو: إياد بن لقيط، وإلا فلم أعرف حماد بن لقيط، ولا ذر بن لقيط، ولا قيس بن سليم الذي يروي عن ابن مسعود [إلا ما ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٣١٧)، ولا أظنه صوابًا]، وقيس بن سليم هذا ليس هو العنبري، فإنه متأخر الطبقة عن صاحب الترجمة، إلا أن يكون تحرف عن قيس بن السكن الذي يروي عن ابن مسعود، وإياد بن لقيط وقيس بن السكن: ثقتان، لكن لم أجد لهما رواية عن بعضهما، فالله أعلم.
ومنصور هو: ابن المعتمر، وهو: ثقة ثبت، وشريك هو: ابن عبد الله النخعي، وهو: صدوق، سيئ الحفظ.