وفي رواية أخرى [عند البيهقي]، قال في آخرها: فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتي السهو وهو جالس، فلما سلم، قال: إني سمعتكم آنفًا تقولون: سبحان الله، لكيما أجلس، لكن السُّنَّة الذي صنعت. فصرح بكون السجود قبل السلام، وهو مفسر لقوله في الرواية الأخرى: سجد سجدتين وهو جالس، يعني: قبل السلام.
أخرجه ابن حبان (٥/ ٢٦٧/ ١٩٤٠)، والحاكم (١/ ٣٢٥)، وابن أبى شيبة (١/ ٣٩١ ٤٤٩٨)، والحارث بن أبي أسامة (٢/ ٤٥٩ - ٤٦٠/ ٢١١١ - إتحاف الخيرة) (١٨٧ - بغية الباحث) (٤/ ٦٠١/ ٦٦٧ - مطالب)، وابن المنذر (٣/ ٢٨٨/ ١٦٦٨)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣١٣/ ٨٦٧) و (١٧/ ٣١٤/ ٨٦٨)، والبيهقي (٢/ ٣٤٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ٢٠١).
• خالفهما: حيوة بن شريح [التجيبي: ثقة ثبت]، قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب: حدثني عبد الرحمن بن شماسة، وقال: صلى عمرو بن العاص بالناس فقام عن تشهده، فصاح به الناس، فقالوا: سبحان الله، فصلى كما هو، فلما تم صلاته سجد سجدتين، ثم قال: يا أيها الناس، إنه لم يخف عليَّ الذي أردتم، ولم يمنعني من الجلوس إلا الذي صنعت من السُّنَّة.
أخرجه ابن أبي عمر العدني في مسنده (٢/ ٤٥٨/ ٢١٠٦ - إتحاف الخيرة) (٤/ ٦٠١ ٦٦٧ - مطالب).
قلت: قول اثنين من الحفاظ أولى من قول الواحد، وأبعد عن الوهم؛ فهو عن عقبة بن عامر، لا عن عمرو بن العاص.
وقد سئل أبو زرعة عن حديث حيوة، فقال: "هذا خطأ، إنما هو عن عقبة بن عامر" [العلل (١/ ١٧٩/ ٥١١)].
وعليه: فإن هذا إسناد مصري صحيح، وهو حديث صحيح، وهو شاهد لحديث ابن بحينة، في السجود قبل السلام لمن نسي الجلوس بعد الركعتين.
٤ - عن عمران بن حصين:
رواه يزيد بن هارون، عن هشام، عن محمد، قال: صلى بنا عمران بن حصين في المسجد فنهض في الركعتين، أو قعد في ثلاث، وأكثر ظن هشام أنه قعد في الركعتين، فلما أتم الصلاة سجد سجدتي السهو.
أخرجه ابن أبى شيبة (١/ ٣٩١/ ٤٥٠٢) (٣/ ٤٥٢/ ٤٥٣٦ - ط. عوامة).
وقوله: قعد في الركعتين؛ وهمٌ، لا يُدرى ممن هو، ولعله: نهض أو قام.
وهذا موقوف على عمران فعله بإسناد صحيح، ومحمد هو: ابن سيرين، وهشام هو: ابن حسان، وليس فيه تصريح بموضع السجود قبل السلام أم بعده.
٥ - عن الضحاك بن قيس:
رواه أسباط بن محمد، عن مطرف، عن الشعبي، قال: صلى الضحاك بن قيس