للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[انظر الأحاديث المتقدمة برقم (٤٦١) و (٦٤٦) و (٧٨٨)، الشاهد الثالث].

أو يكون الوهم من الراوي عنه: أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون، أبو الحسن المكي المقريء النبال القواس: ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٠)، وقال: "ربما خالف"، وروى عنه جماعة من الثقات [تاريخ الإسلام (١٨/ ١٤٦)، التهذيب (١/ ٤٦)]، فالله أعلم.

والحاصل: فإنه باستثناء الرواية الأخيرة؛ فإن حديث معاوية بن أبي سفيان: حديث جيد، إسناده لا بأس به، رجاله ثقات؛ غير يوسف مولى عثمان بن عفان، لم يرو عنه غير ابنه محمد، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البرقاني: قلت للدارقطني: "محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن معاوية؟ قال: محمد ثقة من أهل المدينة، وأبوه لا بأس به، سمع من معاوية"، ولا يضره قول النسائي فيه: "ليس بالمشهور" [سؤالات البرقاني (٤٦٦)، التهذيب (٣/ ٧٤٠) و (٤/ ٤٦٥)]، فإنه كذلك؛ لكن لا يمنع ذلك من تصحيح حديثه فإنه لم يرو منكرًا، فإن حديث معاوية هذا متابع لحديث ابن بحينة، كما قال البيهقي.

وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه: "من نسي شيئًا من صلاته؛ فليسجد سجدتين وهو جالس"، فهو ليس بحجة على جعل كل سجود للسهو قبل السلام مطلقًا، وإنما هو وارد على محله، كما في رواية الليث: "من نسي شيئًا من صلاته فليسجد مثل هاتين السجدتين"، وكذلك كل ما كان في معناه فيمن نسي شيئًا من صلاته فلم يعد إليه، مما يجبر بسجود السهو، فسجوده حينئذ يكون قبل السلام؛ لأنه سجود لجبر نقص وقع في الصلاة فكان داخلًا في الصلاة، والله أعلم.

ولحديث معاوية إسناد آخر، لكنه واهٍ جدًّا [أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٨٩)، وأبو يعلى (١٣/ ٣٧٨/ ٧٣٨٥)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٦٢/ ٨٥١)] [وفي إسناده: مجهولان، معن بن علي، وعياض بن مرة، والمتفرد به: العلاء بن هلال الرقي، وهو: منكر الحديث].

٣ - حديث عقبة بن عامر:

رواه الليث بن سعد، وبكر بن مضر [وهما ثقتان ثبتان]:

عن يزيد بن أبي حبيب؛ أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه؛ أن عقبة بن عامر قام في صلاة وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله، فعرف الذي يريدون، فلما أن صلى سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: إني قد سمعت قولكم، وهذه سنة.

وفي رواية: صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس، فقال الناس وراءه: سبحان الله، [سبحان الله]، فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته، سجد سجدتين وهو جالس، [ثم قام] فقال: إني سمعتكم تقولون: سبحان اللّه، كيما أجلس، وليس تلك سنة، وإنما السُّنَّة التي صنعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>