قال ابن عبد البر: "وهذا عندي خطأ من صالح بن أبي الأخضر، أو ممن دونه في الإسناد.
وأما حديث الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في سبحته قاعدًا قبل وفاته بعام، ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها، هكذا حدث به الحفاظ عن ابن شهاب بهذا الإسناد، ومنهم مالك وغيره".
قلت: حديث حفصة هو الصواب، ويأتي ذكره في شواهد حديث عائشة تحت الحديث رقم (٩٥٦)، وهو المعروف بهذا الإسناد عن الزهري.
هـ- ورواه بكر بن وائل [التيمي الكوفي: صدوق]، قال: سمعت الزهري يحدث عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، قال: فشا الوجع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكثُر من يصلي وهو قاعد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٤٢٠/ ١٤٢٦١).
و- ورواه عبيد الله بن أبي زياد الرصافي [صدوق، قال الذهلي: "أخرج إلي جزءًا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحًا". التهذيب (٣/ ١٠)]، عن الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي عن عبد الله بن عمرو.
علقه الطبراني في الأوسط (١/ ٢٢٦/ ٧٤٦)، وأبو نعيم معرفة الصحابة (٣/ ١٧٢٤/ ٤٣٦٤).
ز- ورواه يزيد بن عياض بن جعدبة [متروك، كذبه مالك وابن معين والنسائي. التهذيب (٤/ ٤٢٥)]، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون، فقال: ... فذكره مثله.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠/ ١٤١٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٧٢٤/ ٤٣٦٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٣٢٩).
ح- ورواه إبراهيم بن مرة [ليس به بأس، تكلم فيه أهل بلده. انظر: التهذيب (١/ ٨٦)، والراوي عنه: صدقة بن عبد الله السمين، وهو: ضعيف، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها. انظر: التهذيب (٢/ ٢٠٦)]، وعبد الرزاق بن عمر [الثقفي الدمشقي: متروك، منكر الحديث عن الزهري، كذبه ابن معين. التهذيب (٢/ ٥٧٢)]:
عن الزهري، قال: أخبرني سالم، عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أصحابه يُسبِّحون بعد صلاة الظهر جلوسًا، فقال: "ما بال الناس؟ "، فقال: أصاب الناسَ وعكٌ يا رسول الله، فلذلك صلوا قعودًا، قال: "صلاةُ القاعدِ على النصف من صلاة القائم"، فتجشم الناس القيام.
وفي رواية عبد الرزاق بن عمر: عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاةُ القاعدِ مثلُ نصفِ صلاةِ القائمِ".