للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لتناوله أصحاب عمرو بن شعيب على كثرتهم، ولذا فإنه يغلب على ظني عدم اتصال هذا الإسناد، وإلا لاشتهر بين أصحاب الرجل، ويؤكد ذلك أن الدارقطني لما ذكر الاختلاف في هذا الحديث قال: "رواه حسين الجعفي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عمر، وغيره يرويه عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو، وقيل: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولم يتابع حسين الجعفي على قوله: عن ابن عمر" [العلل (١٣/ ١٦٤/ ٣٠٤٨) وكان الدارقطني أراد الإشارة إلى أن الرواية المشهورة عن ابن عيينة: عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، هكذا مرسلًا بين عمرو بن شعيب وعبد الله بن عمرو، بخلاف من رواه موصولًا فذكره بصيغة تدل على التمريض أو القلة، والله أعلم.

• وقد اختلف في هذا الحديث على الزهري أيضًا:

أ- فرواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم". وتقدم ذكره.

وابن عيينة: ثقة حافظ، من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وقد أخطأ عليه في غير حديث، وهذا منها؛ فإن الحميدي -وهو أثبت الناس في ابن عيينة- قد صرح في روايته أن ابن عيينة شك في هذا الحديث، هل سمعه من الزهري أم لا؟ وهل حفظ الواسطة بين الزهري وابن عمرو، أم لا؟ فلم يكن ضابطًا لإسناده، ويؤكد وهمه فيه مخالفته لكبار الحفاظ من أصحاب الزهري، كما سيأتي [وانظر أيضًا: لتمهيد لابن عبد البر (١٢/ ٤٦)].

ب- ورواه ابن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله، وتقدم.

وابن إسحاق: صدوق، في حديثه عن الزهري مقال، وقد سلك فيه الجادة والطريق السهل.

ج- ورواه ابن جريج [ثقة حافظ، في حديثه عن الزهري مقال، قال ابن معين: "ليس بشيء في الزهري]، وصالح بن أبي الأخضر [ضعيف، وهو من الطبقة الثالثة من أصحاب الزهري]، والوليد بن محمد الموقري [متروك، يروي عن الزهري ما لا أصل له]:

عن الزهري، عن أنس [ويأتي ذكر مصادره في الشواهد، من حديث أنس، تحت الحديث رقم (٩٥٢)، وأذكر هناك كلام الأئمة فيه].

د- وروي أيضًا عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩١/ ٦٨٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٥٦١/ ٦١٨٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>