• ورواه سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي [هو أبو جعفر الباقر]؛ أن عمار بن ياسر سلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلِّي، فردَّ عليه.
قال سفيان: هذا عندنا منسوخ.
أخرجه ابن شاهين في الناسخ (٢٤٨)[وفي سند المطبوعة خطأ]، وعلقه الحازمي في الاعتبار (٧٣).
قلت: وهذا مرسل بإسناد صحيح، وقول ابن عيينة: منسوخ؛ محمول على الرد بالكلام، مثل حديث ابن مسعود المتقدم، ولو حملناه على الرد بالإشارة فليس بمنسوخ، والله أعلم.
قال الحازمي:"هذه الآثار مع ما فيها من الإرسال والانقطاع يعارضها آثار آخر أصح منها، وفيها دلالة النسخ".
***
٩٢٧ - . . . جعفر بن عون: حدثنا هشام بن سعد: حدثنا نافع، قال: سمعت عبد الله بن عمر، يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء يصلي فيه، قال: فجاءته الأنصار، فسلَّموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يردُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو يصلي؟، قال: يقول هكذا، وبسط كفه، وبسط جعفر بن عون كفه، وجعل بطنه أسفلَ، وجعل ظهره إلى فوق.
• حديث صحيح.
أخرجه ابن الجارود (٢١٥)، والروياني (٧٣٨)[ولم يذكرا هيئة الكف بعد بسطها]، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٥٩).
• رواه عن جعفر بن عون جماعة، وجعفر: ثقة، وقد تابعه عليه:
وكيع بن الجراح [كوفي، ثقة حافظ]، وأبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [ثقة]، ومعن بن عيسى [ثقة ثبت]، وعبد الله بن نافع [الصائغ المدني: ثقة]، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك [صدوق]، وقراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان [ثقة، وله حديث تفرد به عن الليث، وأخطأ فيه. التهذيب (٢/ ٥٤٢)]، وموسى بن أبي علقمة الفروي [مجهول]:
رواه ثمانيتهم: عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء، فجاءت الأنصار يسلمون عليه، فإذا هو يصلي، فجعلوا يسلمون عليه، فقال ابن عمر: يا بلال! كيف رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يردُّ عليهم وهو يصلي؟ قال: هكذا بيده كلها؛ يعني: يشير. لفظ أبي نعيم.
وفي رواية وكيع: قلت لبلال: كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يردُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده.