للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الزهري؛ ختمه بقوله: "وذكر قومًا رووا عن الزهري قليلًا، أشياءَ يقع في قلب المتوسع في حديث الزهري أنها غير محفوظة، منهم: برد بن سنان، وروح بن جناح، وغيرهما".

وقال في الفتح (٦/ ٣٨٢) عن هذا الحديث: "واستنكره أبو حاتم الرازي والجوزجاني؛ لتفرد برد به".

وبرد بن سنان أبو العلاء الدمشقي، نزيل البصرة: تُكُلِّم فيه، وهو: صدوق [انظر: التهذيب (١/ ٢١٧)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (٢٧٤)، الميزان (١/ ٣٠٢)]، وليس هو من أصحاب الزهري، فكيف يحتمل تفرده عن الزهري دون أصحابه الثقات المكثرين عنه، ممن لازموه طويلًا، وجمعوا حديثه واعتنوا به، وذلك فضلًا عن كون الجوزجاني قد صرح بأن برد بن سنان ممن يروي عن الزهري أشياء غير محفوظة، وأنكر هو وأبو حاتم عليه تفرده بهذا الحديث عن الزهري، فهو كما قالا: حديث منكر.

• وله طريق أخرى عن عروة:

فقد روى محمَّد بن حميد: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فإذا استفتح إنسان الباب فتح له؛ ما كان في قبلته أو عن يمينه أو عن يساره، ولا يستدبر القبلة.

أخرجه الدارقطني في السنن (٢/ ٨٠)، وفي العلل (١٤/ ١٠٨/ ٣٤٥٥).

وهذا حديث منكر؛ عنبسة بن سعيد بن الضريس، قاضي الري: كوفي، ثقة، والراوي عنه: حكام بن سلم الرازي: وثقه الجمهور؛ ابن معين، وأبو حاتم، وإسحاق بن راهويه، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وابن سعد، وقال الدارقطني: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد أحدًا تكلم فيه سوى ما نقل عن أحمد، أنه قال: "وكان يحدث عن عنبسة بن سعيد أحاديث غرائب" [التهذيب (١/ ٤٦١)، تاريخ بغداد (٨/ ٢٨١)].

ومحمد بن حميد الرازي: ضعيف، وهو وإن كان موصوفًا بالحفظ؛ إلا أنه قد أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير [التهذيب (١/ ٨٥)].

فكيف ينفرد أهل الري بهذا الحديث عن هشام بن عروة المدني، وقد روى عنه خلق كثير من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم، وقد سبق ذكره في كلام الإِمام مسلم السابق ذكره عن الحديث المنكر، والله أعلم.

• وله طريقان آخران عن عائشة:

أ- روى أبو رفاعة عبد الله بن محمَّد: نا عبد الله بن يحيى الثقفي: نا سليم بن أخضر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: كنت أستفتح الباب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فإما أخذ عن يمينه، وإما ترادَّ وراءه حتى يفتح لي الباب، ثم يعود إلى صلاته.

أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٣/ ٩٣٩/ ١٩٨٩) [ووقع في المطبوعة: سليم بن جعفر، وهو تحريف؛ إنما هو ابن أخضر].

<<  <  ج: ص:  >  >>