للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يصلي، فإذا سجد لم يمسَّ أنفُه الأرضَ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة لمن لا يمسُّ أنفُه الأرضَ ما يمسُّ الجبينُ".

وفي رواية: "لا صلاة لمن لم يضع أنفه على الأرض".

أخرجه الدارقطني (١/ ٣٤٨)، والحاكم (١/ ٢٧٠)، والبيهقي (٢/ ١٠٤).

رواه الحاكم أولًا بإسناده إلى أبي قتيبة عن سفيان هكذا مرفوعًا، ثم قال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، وقد أوقفه شعبة عن عاصم"، ثم رواه الحاكم بنفس إسناده الأول إلى أبي قتيبة عن شعبة موقوفًا، وإنما هذا من تخليط شيخ شيخ الحاكم: إبراهيم بن عبد السلام الوشاء الضرير: ضعفه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم: "هو صالح في الرواية، لكن يروي أحاديث منكرة" [سؤالات الحاكم (٥٢ و ١١٩)، تاريخ بغداد (٦/ ١٣٦)، اللسان (١/ ٣١٢)]، وهذا من مناكيره؛ فإنما يُعرف هذا عن أبي قتيبة عن شعبة مرفوعًا، وقد أخطأ الحاكم فيه مرتين، والصواب ما قاله غيره من الحفاظ.

قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث: "لم يسنده عن سفيان وشعبة إلا أبو قتيبة، والصواب: عن عاصم عن عكرمة مرسلًا".

وقال الدارقطني: "ورواه غيره عن شعبة عن عاصم عن عكرمة مرسلًا".

وقال البيهقي في المعرفة (٢/ ٩/ ٨٤٤): "إنما هو مرسل، وإنما نبأناه بذكر ابن عباس فيه أبو قتيبة عن سفيان وشعبة عن عاصم عن عكرمة، وغلط فيه.

ورواه سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا.

قال أبو عيسى الترمذي فيما قرأت من كتابه: حديث عكرمة مرسلًا أصح، وكذلك قاله غيره من الحفاظ".

وقال الخطيب في الموضح: "ولم يسنده عن شعبة إلا أبو قتيبة، ورواه غيره عن شعبة عن عاصم عن عكرمة مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

• قلت: وهم في وصله أبو قتيبة؛ إنما هو مرسل؛ فقد رواه سفيان الثوري [وعنه: عبد الرزاق، والحسين بن حفص]، وشعبة [وعنه: أبو داود الطيالسي، وسعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، وشاذان الأسود بن عامر]، وجرير بن عبد الحميد، وإسماعيل ابن علية، وأبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث، ومحمد بن فضيل، وسفيان بن عيينة، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وعبدة بن سليمان، ومعمر بن راشد، ومحاضر بن المورِّع [وهم أحد عشر رجلًا من الثقات]:

عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عكرمة، قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إنسانٍ ساجدٍ لا يضع أنفه في الأرض، فقال: "من صلى صلاةً لا يصيب الأنف [فيها] ما يصيب الجبين [وفي رواية: ما تصيب الجبهة]؛ لم تُقبلْ صلاته".

وفي رواية لشعبة: "من لم يضع أنفه على الأرض في سجوده فلا صلاة له"، وفي أخرى: "من لم يسجد على أنفه فلا صلاة له".

<<  <  ج: ص:  >  >>