حمده"، لم يحنِ أحدٌ منا ظهره حتى يضع النبي - صلى الله عليه وسلم - جبهته إلى الأرض، فإذا وضع جبهته إلى الأرض خررنا سجودًا.
وهو حديث متفق عليه [أخرجه البخاري (٦٩٠ و ٨١١)، ومسلم (٤٧٤/ ١٩٧ و ١٩٨)]، تقدم برقم (٦٢٠).
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٩٧): "الاقتصار على ذكر الجبهة إما لكونها أشرف الأعضاء المذكورة، أو أشهرها في تحصيل هذا الركن، فليس فيه ما ينفي الزيادة التي في غيره"؛ يعني: الأنف.
٥ - عن ابن عباس:
روى حرب بن ميمون، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يصلي، يسجد ولا يضع أنفه على الأرض، فقال: "ضع أنفك؛ يسجد معك".
أخرجه الترمذي في العلل (١٠٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ١٨٧ - مسند ابن عباس)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٢٣٤)، والخطيب في الموضح (١/ ١٠٢).
قال ابن جرير: "وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح لعلل:
إحداها: أنه خبر لا يُعرف له مخرج من حديث خالد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا؛ إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه.
والثانية: أنه من رواية عكرمة عنه، وفي نقل عكرمة عندهم نظر.
والثالثة: أنه من رواية خالد عنه، وفي نقل خالد عندهم ما ذكرنا قبلُ.
والرابعة: أنه خبر قد رواه عن عكرمة غير خالد، فأرسله عن ابن عباس؛ ولم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخالفه أيضًا في اللفظ والمعنى.
والخامسة: أنه قد رواه أيضًا بعضهم عن عكرمة فأرسله، ولم يجعل بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا، وخالفه في اللفظ والمعنى".
وقال الخطيب: "لم يسند هذا الحديث عن خالد الحذاء غير حرب بن ميمون، وغيره يرسله، ولا يذكر فيه ابن عباس.
ورواه أبو قتيبة سلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم الأحول عن عكرمة كذلك عن ابن عباس، ولم يسنده عن شعبة إلا أبو قتيبة، ورواه غيره عن شعبة عن عاصم عن عكرمة مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن خالد بن مهران الحذاء: حرب بن ميمون، وهو الأصغر العبدي، صاحب الأغمية: ضعيف، له مناكير، وهذا منها [التهذيب (١/ ٣٧٠)، الميزان (١/ ٤٧١)]، والإسناد من لدن خالد الحذاء فمن فوقه على شرط البخاري.
• قلت: ورواه أبو قتيبة سلم بن قتيبة [الشعيري: صدوق]: ثنا شعبة والثوري، عن