• لكن رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٨١٨/ ٤٥٩٢)، وعنه: الخطيب في المتفق والمفترق (٣/ ١٥٠٥/ ٩٢٢) من طريق إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٤/ ١٨٥) من طريق ابن منده.
من طريق: سعيد بن الحكم بن أبي مريم: ثنا نافع بن يزيد: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الأزهر، حدثه عن أبيه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك -أو: الحمى- كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى لهيبها".
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جئتم الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدُّوها شيئًا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
وهذا ظاهر عندي في دخول هذا الحديث على حديث الوعك، وأنه لم يكن بإسناده، وليس لجعفر بن ربيعة في حديث الباب ناقة ولا جمل، وإنما انتقل بصر الراوي أو الناسخ، فأسقط إسناد حديث المسبوق، وجعله بإسناد حديث الوعك، لا سيما وفي الإسناد إلى ابن أبي مريم من ضُعِّف، والله أعلم.
فإن شيخ ابن منده فيه: محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، وهو: ابن ثابت الأشناني، قال الدارقطني:"كذاب دجال، يضع الأحاديث"، وقال الخطيب:"كان كذابًا، يضع الحديث" [ضعفاء الدارقطني (٤٩٥)، تاريخ بغداد (٥/ ٤٣٩)، اللسان (٧/ ٢٤٩)] [وقد رواه الأشناني عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن أبي مريم به بهذه الزيادة، وقد رواه غيره عن أبي إسماعيل الترمذي بدونها، كما تقدم].
وشيخ أبي نعيم فيه: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني -راويه عن سمويه-، وثقه جماعة، ويغلب على ظني أنه هو الذي وقع له الوهم في هذا الحديث [ترجمه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (٤/ ٢٣٧)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٤٠)، والسمعاني في الأنساب (١/ ١٧٥)، وابن نقطة في التقييد (٣٧٨)، والذهبي في السير (١٥/ ٥٥٣)، وفي تاريخ الإسلام (٢٥/ ٣٥٠)] [وقد خفيت هذه العلة على ابن رجب فجوَّد إسناده في الفتح (٣/ ٢٥١)، وذكر عن الضياء المقدسي بأنه لا يعلم له علة].
والحديث قد رواه عن ابن أبي مريم بالإسناد الأول سبعة من الثقات، ولا يُعرف عنه بهذا الإسناد الثاني إلا من هذين الطريقين، وفي أحدهما كذاب، والثاني غريب جدًّا، والوهم ظاهر من سياقه، والله أعلم.
• فإن قيل: لنافع بن يزيد الكلاعي في هذا الحديث إسناد آخر، لكنه اختصر الحديث، وزاد فيه:
فقد روى نافع بن يزيد الكلاعي المصري، عن ابن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة وفضلها".