إسماعيل بن الفضل، وإسماعيل هو أخو عبد الصمد بن الفضل البلخي، وهذا الوهم من الرجل الذي أسقط ذكره، أو من الراوي عن إسماعيل؛ إن لم يكن عبد من عباد الله أحسب في وصفه نعوذ بالله من الجهل؛ فإن لم يكن الراوي صدوقًا؛ فإنه أراد بإسناده: عن بلال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح على الخفين، وإن كان غير ذلك؛ فإنه موضوع، لا يجمل ذكره، ولا يسوى الكلام عليه" [القراءة خلف الإمام، مختصر الخلافيات (٢/ ١٢٨)].
وقال الذهبي في ترجمة شيخ الحاكم من الميزان (١/ ١٤٩): "سمع منه الحاكم حديثًا، فقال: هذا باطل منكر، ولكن في إسناده مجاهيل، وهو متهم".
قلت: هو حديث موضوع؛ آفته شيخ الحاكم، أو شيخ شيخه.
١٤ - حديث النواس بن سمعان:
روى البيهقي في القراءة (٤٤٢) بإسناد فيه من لم أعرفه إلى: سليمان بن سلمة [هو الخبائري، وهو: متروك، واتهم. اللسان (٤/ ١٥٥)]، عن محمد بن إسحاق الأندلسي: أنبأ مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن النواس بن سمعان، قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر، وكان عن يميني رجل من الأنصار، فقرأ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا، فلما قضى صلاته، قال: "من قرأ خلفي؟ " قال الأنصاري: أنا يا رسول الله، قال: "فلا تفعل، من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة"، وقال للذي يلعب بالحصا: "هذا حظك من صلاتك".
قال البيهقي: "هذا إسناد باطل، فيه من لا يعرف، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العكاشي فهو: كذاب، يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة، ولو كان عند الناس: مالك عن يحيى عن سعيد بن المسيب مثل هذا الحديث؛ لما فزع من لم ير القراءة خلف الإمام إلى رواية ابن شداد وغيره، ... ".
قلت: هو حديث باطل؛ بل موضوع، وشيخ الخبائري هو: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن، ومنهم من ينسبه إلى جده الأعلى، وهو محمد بن محصن العكاشي المترجم في التهذيب (٣/ ٦٨٩)، وهو: كذاب، يضع الحديث [اللسان (٦/ ٥٤٨)].
• وروي مثله أيضًا من حديث أنس، وبمعناه أيضًا عن أنس، وحُكِم عليه بالوضع [انظر: المجروحين (٢/ ٢٠٢) و (٣/ ٤٥)، والقراءة خلف الإمام للبيهقي (٣٨٨)، وتاريخ دمشق (٤٩/ ٣٤١)].
• قال البيهقي في المعرفة (٢/ ٥٠/ ٩١٦): "أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت سلمة بن محمد الفقيه، يقول: سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"؟
فقال: لم يصح فيه عندنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء، إنما اعتمد مشايخنا في الروايات عن علي وعبد الله بن مسعود والصحابة.