قال الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٧٦/ ٣٢٦٤): "ورواه مالك عن الضحاك بن عثمان موقوفًا، وهو أشبه".
قلت: وهو كما قال، وعثمان بن الضحاك: ضعيف.
• قال البيهقي في السنن، وفي القراءة خلف الإمام (٢١١) عن أثر عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت: لا قراءة مع الإمام في شيء، والذي أخرجه مسلم، قال البيهقي:"وهو محمول عندنا على الجهر بالقراءة مع الإمام".
فتعقبه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الضعيفة (٢/ ٤٢١/ ٩٩٣)، فقال:"هذا حمل بعيد جدًّا، وإنما يحمل على مثله التوفيقُ بين الأثر والمذهب! وإلا فكيف يؤوَّل بمثل هذا التأويل الباطل الذي إنما يقول البعض مثله إذا كان هناك من يرى مشروعية جهر المؤتم بالقراءة وراء الإمام، فهل من قائل بذلك حتى يضطر زيد - رضي الله عنه - إلى إبطاله؟! اللَّهُمَّ لا، ولكنه التعصب للمذهب، عافانا الله منه، وإن مما يؤكد بطلانه أن الإمام الطحاوي رواه (١/ ١٢٩) من الطريق المذكور عن زيد بلفظ: لا تقرأ خلف الإمام في شيء من الصلوات! ".
قلت: قد بيَّنت شذوذ هذه الرواية، وتقدم بيان معنى الأثر، والله أعلم.
١٣ - حديث بلال:
قال البيهقي في القراءة (٤٤١): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله في التاريخ [هو الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم المعروف بابن البيِّع، صاحب المستدرك]: ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن القاسم السرخسي: ثنا أحمد بن عبد الرحمن السرخسي: ثنا إسماعيل بن الفضل [بن موسى بن مسمار بن هانئ أبو بكر البلخي، أخو عبد الصمد بن الفضل: لا بأس به. سؤالات الحاكم (٥٣)، الإرشاد (٣/ ٩٤٣)، تاريخ بغداد (٦/ ٢٩٠)]: ثنا عيسى بن جعفر [قاضي الري، وهو كوفي سكن الري: صدوق. الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٣)، الثقات (٨/ ٤٩٢)، تاريخ الإسلام (١٥/ ٣٣٤)]: ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أقرأ خلف الإمام.
قال أبو عبد الله الحافظ:"هذا باطل، والثوري يبرأ إلى الله عز وجل منه" [وانظر: تاريخ نيسابور (٦٩)].
وقال أيضًا:"وهذا الخبر من النوع الذي يقول: إنه لا يسوي سماعه، فلو صح مثله عن الثوري لما خفي، ولما وقع الخلاف في صحته".
وقال البيهقي: "إن عيسى بن جعفر قاضي الري: ثقة ثبت، لا يحتمل مثل هذا الدنس، فالراوي عنه لا يخلو من وجهين: إما أن يكون صدوقًا دخل له حديث في حديث، أو كذابًا وضع هذا الحديث على عيسى بن جعفر، فإن عيسى شيخ قديم لم يدركه