وعلى هذا فلا يصلح الاحتجاج بهذا الحديث الصحيح على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالبسملة في الصلاة المكتوبة، ولا على أنه معارِض لرواية جماعة الثقات من أصحاب قتادة، عن قتادة، عن أنس بعدم الجهر بالبسملة، فلا تَعارض بين الأحاديث الصحيحة في الباب، والله أعلم.
وانظر: الاعتبار في الناسخ والمنسوخ (١/ ٣٣٨)، الأحكام الكبير لابن كثير (٣/ ٤٤)، الفتح لابن رجب (٤/ ٣٥٨)، نصب الراية (١/ ٣٥٣).
ب- وروى زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد: حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين، عن حاتم بن إسماعيل، عن شريك بن عبد الله، عن إسماعيل المكي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
وهو حديث منكر، تقدم ذكره تحت طرق حديث قتادة عن أنس، تحت الحديث رقم (٧٨٢).
ج- وروى أصبغ بن الفرج: ثنا حاتم بن إسماعيل، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
وهو حديث لا يصح، تقدم ذكره تحت طرق حديث أنس، تحت الحديث رقم (٧٨٢).
د- وروى محمد بن المتوكل بن أبي السري، قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان من الصلوات ما لا أحصيها، الصبح والمغرب، فكان يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قبل فاتحة الكتاب وبعدها، وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك، وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهو حديث منكر، تقدم ذكره تحت طرق حديث أنس، تحت الحديث رقم (٧٨٢).
٢ - عن أبي هريرة:
أ- روى منصور بن أبي مزاحم؛ أنه حدثه أبو أويس، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أمَّ الناس قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٤٤١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٨٣)، والدارقطني (١/ ٣٠٦)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١/ ٤٥٤/ ٥٩٣)، والبيهقي (٢/ ٤٧)، والخطيب في الجهر بالبسملة (٦ - مختصره للذهبي)، وفي تاريخ بغداد (٥/ ٩٦).
وقال عثمان بن خُرَّزاذ: ثنا منصور بن أبي مزاحم من كتابه ثم محاه بعدُ.
قال الذهبي: "ما حكه من خبر فهو ساقط".