للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هكذا مقطوعًا على سعيد بن جبير فعله، وإسناده حسن.

قلت: الأقرب عندي: إما أن يكون عاصم بن أبي النجود قد اضطرب فيه، فقد كان سيئ الحفظ، يضطرب أحيانًا في حديثه [انظر: التهذيب (٢/ ٢٥٠)، الميزان (٢/ ٣٥٧)]؛ فلا تقوم بمثله حجة.

وإما أن يكون القول قول الثوري؛ إذ هو أحفظ من رواه عن عاصم، فيكون المحفوظ: مقطوعًا على سعيد بن جبير فعله، وهو ثابت عن سعيد بن جبير من وجوه عديدة، والله أعلم.

• قال الزيلعي نقلًا عن كتاب ابن عبد الهادي في الجهر [نصب الراية (١/ ٣٤٨)]: "طريق سادس لحديث ابن عباس: قال الدارقطني: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد: ثنا أحمد بن رشد بن خثيم، عن سعيد بن خثيم: ثنا سفيان الثوري، عن عاصم، عن سعيد بن جبير؛ أنه كان يجهر في السورتين بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وقال: حدثنا ابن عباس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بها فيهما، انتهى، وهذا أيضًا لا يصح؛ وسعيد بن خثيم: تكلم فيه ابن عدي وغيره، والحمل فيه على ابن أخيه أحمد بن رشد بن خثيم؛ فإنه متهم، وله أحاديث أباطيل ذكرها الطبراني وغيره، وروى له الخطيب في أول تاريخه حديثًا موضوعًا هو الذي صنعه بسنده إلى العباس؛ أنه عليه السلام قال له: "أنت عمي، وصنو أبي، وابنك هذا أبو الخلفاء من بعدي، منهم: السفاح، ومنهم المنصور، ومنهم المهدي، مختصر، والراوي عنه هو ابن عقدة الحافظ، وهو كثير الغرائب والمناكير، روى في الجهر أحاديث كثيرة عن ضعفاء وكذابين ومجاهيل، والحمل فيها عليهم لا عليه".

وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٤٢٥): "وأحمد: ضعيف جدًّا، وعمه: ضعيف".

قلت: هذا باطل من حديث الثوري بهده الزيادة فيه؛ والحمل فيه على أحمد بن رشد بن خثيم؛ فإنه متهم، كما قال ابن عبد الهادي، وحديث أبي الخلفاء: حديث موضوع، اتُّهم به أحمد بن رشد هذا، وقد خرجته في كتابي: بحوث حديثية في كتاب الحج، في آخر مبحث: التصدق بوزن شعر المولود فضة، ص (٣٤٤).

والمعروف في هذا عن الثوري: ما رواه عنه أصحابه فيما تقدم ذكره، والله أعلم.

٢ - وروى أبو الصلت الهروي: ثنا عباد بن العوام: ثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر في الصلاة بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

أخرجه الدارقطني (١/ ٣٠٣).

قال ابن عبد الهادي: "وكان هذا الحديث -والله أعلم- مما سرقه أبو الصلت من غيره، وألزقه بعباد بن العوام"، وعلل ذلك برواية من رواه عن عباد به مرسلًا، بدون قيد الصلاة [نصب الراية (١/ ٣٤٥)].

وجزم ابن حجر في التلخيص (١/ ٤٢٤) بسرقة أبي الصلت الهروي له.

<<  <  ج: ص:  >  >>