للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: وهذا ظاهر؛ فإن أبا الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي: ليس بثقة، روى أحاديث مناكير في فضل أهل البيت، وهو متهم فيها [انظر: التهذيب (٢/ ٥٧٧)، الميزان (٢/ ٦١٦)] [راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٤٠٣)].

• ورواه مطولًا وفيه قصة: يحيى بن طلحة اليربوعي [قال النسائي: "ليس بشيء"، وكذبه ابن الجنيد، وقال ابن حبان في الثقات: "كان يُغرب عن أبي نعيم وغيره"؛ فأخطأ في إدخاله إياه في ثقاته. التهذيب (٤/ ٣٦٦)]، عن عباد بن العوام، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هزأ منه المشركون، ويقولون: محمد يذكر إله اليمامة، وكان مسيلمة يتسمى الرحمن، فلما نزلت هذه الآية أُمِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يجهر بها.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ٨٩/ ٤٧٥٦)، وفي الكبير (١١/ ٤٤٠/ ١٢٢٤٥).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم بن الأفطس إلا شريك، تفرد به: عباد بن العوام".

قلت: قد برئ من عهدته عباد، فقد رواه عنه الثقات الحفاظ مرسلًا، ووصله عنه جماعة ممن يتهمون بالوضع أو سرقة الحديث.

• ورواه أيضًا: عبد الله بن عمرو بن حسان: ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

أخرجه الحاكم (١/ ٢٠٨).

وقال: "قد احتج البخاري بسالم هذا، وهو ابن عجلان الأفطس، واحتج مسلم بشريك، وهذا إسناد صحيح، وليس له علة، ولم يخرجاه".

فتعقبه الذهبي بقوله: "وابن حسان كذبه غير واحد، ومثل هذا لا يخفى على المصنف".

وتعقبه ابن رجب في الفتح (٤/ ٣٧٠) بقوله: "وهذه زلة عظيمة؛ فإن عبد الله بن عمرو بن حسان هذا هو الواقعي، نسبه ابن المديني إلى الوضع، وقال الدارقطني: كان يكذب، وقال أبو حاتم الرازي: كان لا يصدق" [وانظر ترجمته في: اللسان (٤/ ٥٣٣)، الجرح والتعديل (٥/ ١١٩)].

وقال ابن عبد الهادي: "وهذا الحديث غير صريح، ولا صحيح، فأما كونه غير صريح؛ فإنه ليس فيه أنه في الصلاة، وأما غير صحيح؛ فإن عبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي: كان يضع الحديث،. . .، وفي قول الحاكم: احتج مسلم بشريك؛ نظر؛ فإنه إنما روى له في المتابعات لا في الأصول" [نصب الراية (١/ ٣٤٥)].

وحكاه العيني في نخب الأفكار (٣/ ٥٤٩) دون أن يعزوه لقائله، وقال: "فانظر إلى تساهل الحاكم واستهتاره في هذا لأجل إقامة الحجة لما ادعاه".

وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٥٦٧): "هما معذوران في عدم تخريجه؛ فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>