في مطلق الوضع أو القبض؛ لأن قوله:"قريبًا من الرسغ" لا يلزم منه كون اليد اليمنى على رسغ اليد اليسرى، وإنما فقط قريبًا منه، وعليه فهي ليست في معنى حديث زائدة، ولا يشهد أحدهما للآخر.
ورواية زائدة بن قدامة: مع اختلاف سياقها ومعناها، فإنها شاذة أيضًا، وسيأتي بيان ذلك في موضعه عند تخريجه برقم (٧٢٧)، والشاذ لا يشهد لغيره، ولا يقويه؛ إذ إنه خطأ محض، والمنكر أبدًا منكر، كما قال أحمد [العلل ومعرفة الرجال (٢٨١)، إعلام الموقعين (٤/ ٢٠٧)]، والشاذ في معناه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
• زاد يونس، وأفرده دون بقية أطراف الحديث: إسرائيل، وأبو الأحوص، وزيد بن أبي أنيسة [وهم ثقاتي، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء [شيخ، له أوهام، تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٥٢٠) طريق رقم (٢١)، والراوي عنه: سنان بن مظاهر العنزي: روى عنه أبو كريب، وصحح له ابن خزيمة (٢٩١٨)، وقال الدارقطني:"ثقة"، سؤالات السلمي (١٤٠)، الإكمال (٤/ ٤٤٢) و (٧/ ٣٤)، الأنساب (٤/ ١٥١)، توضيح المشتبه (٦/ ٣٨١)]، وحُبيِّب [مصغَّر] بن حَبيب [واهي الحديث. اللسان (٢/ ٥٥٧)، المؤتلف للدارقطني (٢/ ٦٢٧)، توضيح المشتبه (٣/ ٩٧)]:
فرووا عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلًا يقول: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال:"من صاحب الكلمات؟ " قال: أنا يا رسول الله، والله ما أردت بها إلا الخير، قال:"لقد فتحت لها أبواب السماء، فما نهنهها شيء دون العرش". لفظ إسرائيل، وقال فيه الباقون -واللفظ لأبي الأحوص-: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلًا، وفي لفظ يونس شذوذ.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١٤٥/ ٩٣٢)، وفي الكبرى (١/ ٤٨٠/ ١٠٠٦)، وابن ماجه (٣٨٠٢)، وأحمد (٤/ ٣١٧)، والطيالسي (٢/ ٣٦٠/ ١١١٦)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٦ - ٢٧/ ٥٤ - ٥٩)، وفي الدعاء (٥١٧ - ٥٢٠).
وانظر شواهد هذا الطرف في: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ١٦١ و ١٦٣/ ٨١).
• وقد تفرد محمد بن جابر عن أبي إسحاق في هذا الحديث بلفظ: يعتمد بإحدى يديه على الأخرى [كما عند الطبراني برقم (٥٣)]، وهي لفظة منكرة، ومحمد بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي: ضعيف؛ وكان قد ذهبت كتبه في آخر عمره، وعمِي، وساء حفظه، وكان يُلقَّن، ويُلحَق في كتابه [انظر: التهذيب (٣/ ٥٢٧)، الميزان (٣/ ٤٩٦)].
• وخالفهم في إسناده فوهم: إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق [ليس بالقوي]، فرواه عن أبيه [ثقة]، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل القَيْل [يقال للملك من ملوك حمير: قَيْل]، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب بيمينه على شماله في الصلاة.