أخرجه البيهقي (١/ ٤٢٤)، بإسناد صحيح إلى يحيى بن أبي طالب: ثنا عبد الوهاب به.
قلت: لا يثبت هذا عن شعبة أصلًا؛ فإن في تفرد عبد الوهاب بن عطاء الخفاف به عن شعبة نكارة، ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب شعبة، والخفاف قليل الرواية جدًّا عن شعبة، وإنما هو من أصحاب سعيد بن أبي عروبة، الذين لازموه وعُرفوا بطول صحبته، وكثيرًا ما يقع التصحيف في اسم سعيد، فيصحفه بعض الرواة إلى شعبة، والعكس، فإن كان من رواية شعبة، فهو منكر؛ لتفرد الخفاف به دون أصحاب شعبة، وإن كان من رواية ابن أبي عروبة، فهو منقطع؛ فإن ابن أبي عروبة لم يسمع من الحكم شيئًا، قاله أحمد وأبو داود والنسائي والبزار والدارقطني، بل قال أبو حاتم:"لم يدرك الحكم بن عتيبة" [المراسيل (٧٧)، سؤا لات الآجري (٤/ ق ٩)، مسند البزار (٢/ ٢٢٧/ ٦٢٤)، علل الدارقطني (٣/ ٢٧٣)، التهذيب (٢/ ٣٤)، تحفة التحصيل (١٢٦)].
كما أن يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، وإن كان وثقه الدارقطني وغيره، فقد تكلم فيه جماعة، مثل: أبي داود [فقد خط على حديثه]، وموسى بن هارون [فقد كذبه]، وأبي أحمد الحاكم [حيث قال:"ليس بالمتين"] [انظر: اللسان (٨/ ٤٢٣ و ٤٥٢)، الجرح والتعديل (٩/ ١٣٤)، الثقات (٩/ ٢٧٠)، سؤالات الحاكم (٢٣٩)، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠)، السير (١٢/ ٦١٩)].
وفي جزم الأئمة بتفرد الحسن بن عمارة به عن الحكم، ما يؤكد عدم ثبوته عن شعبة، إذ لو كان مشهورًا عنه، لما فاتهم، بل إن شعبة نفسه كان يضعف هذا الحديث:
قال الإمام أحمد في المسند (٦/ ١٥) بعد حديث عطاء بن السائب الآتي: "ثنا أبو قَطَن، قال: ذكر رجلٌ لشعبة: الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال: فأمرني أن أثوب في الفجر ونهاني عن العشاء؛ فقال شعبة: لا والله! ما ذكر ابنَ أبي ليلى، ولا ذكر إلا إسنادًا ضعيفًا. قال: أظن شعبة قال: كنت أراه رواه عن عمران بن مسلم".
ومن طريقه: رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (٣/ ١٤٢)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/ ١٥٨)، وأبو قطن هو: عمرو بن الهيثم القطعي: ثقة.
فلو كان الحديث عند شعبة عن الحكم؛ لما أنكر أن يكون من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولأعلم السائل ثبوته عن ابن أبي ليلى، وسيأتي من حديث عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة.
وأخيرًا: فلا يصح هذا عن الحكم بن عتيبة؛ لتفرد الحسن بن عمارة به عنه.
١٣ - علي بن عاصم: ثنا عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أثوب إلا في الفجر.
أخرجه أحمد (٦/ ١٤)، والبيهقي (١/ ٤٢٤).
قال البيهقي:"وهذا أيضًا مرسل؛ فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالًا".