قلت: وسماع علي بن عاصم من عطاء: كان بأخرة بعد اختلاطه، على ما في علي بن عاصم من سوء حفظ [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٧٣٦)، الكواكب النيرات (٣٩)، التهذيب (٣/ ١٠٣)، وغيرها].
١٤ - عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج، عن أبي سعد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أثوب في الفجر، ونهاني أن أثوب في العشاء.
أخرجه البزار (٤/ ٢٠٨/ ١٣٧٢)، والدارقطني (١/ ٢٤٣).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن أبي سعد إلا أبو مسعود الزجاج".
قلت: أبو سعد هذا هو: البقال سعيد بن المرزبان: كوفي، ضعيف؛ مدلس، تفرد به عنه: أبو مسعود عبد الرحمن بن الحسن الموصلي الزجاج: قال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به"، قال الذهبي: "وقال غيره: صالح الحديث"، وقال البزار: "كان ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات [الجرح والتعديل (٥/ ٢٢٧)، كشف الأستار (٣١٨٠)، الثقات (٨/ ٣٧٢)، الميزان (٢/ ٥٥٦)، تاريخ الإسلام (١٣/ ٥٠٥)، اللسان (٥/ ٩٦)].
وعبد الرحمن بن أبي ليلى: لم يدرك بلالًا، فهو منقطع أيضًا [انظر: المراسيل (١٢٥)، تحفة التحصيل (٢٠٤)، المعرفة للبيهقي (١/ ٤٤٤)، البدر المنير (٣/ ٣٦٢)، وغيرها].
ولا أظن هذا الحديث يثبت عن ابن أبي ليلى بهذه الطرق.
١٥ - سفيان الثوري [ثقة ثبت، إمام حجة]، عن عمران بن مسلم، عن سُوَيْد بن غَفَلَةَ: أنَّه أرسل إلى مؤذنه: إذا بلغتَ حيَّ على الفلاح، فقل: الصلاة خير من النوم؛ فإنه أذان بلال.
وفي رواية: عن بلال، أنَّه كان يقول في أذانه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم.
وبه: أنَّه أرسل إلى مؤذنٍ له، يقال له: رباح: أن لا يثوِّب إلا في الفجر.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٨٩ و ١٩٠/ ٢١٥٨ و ٢١٧٢)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٢/ ١١٧٢)، وابن حزم في المحلى (٣/ ١٥١).
تابعه: شريك [هو: ابن عبد الله النخعي: صدوق، سيئ الحفظ]، عن عمران بن مسلم، عن سويد، عن بلال: أنَّه كان يثوِّب في الفجر.
أخرجه أبو نعيم في الصلاة (٢٥٣).
وإسناده صحيح، عمران بن مسلم هذا هو: الجعفي الأعمى، كوفى ثقة، صحِب سويد بن غفلة، وسمع منه [العلل ومعرفة الرجال (١/ ٩٤٥/ ٤٢٨)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٣٥٦ و ٤٣٠/ ١٧٢٩ و ٢١١٣)، التاريخ الكبير (٦/ ٤١٨)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٠٤)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٧٢ و ١٧٨)، الثقات (٧/ ٢٣٨)، التهذيب (٣/ ٣٢٣)،