في الكامل (١/ ٢٩٠) و (٢/ ٢٨٧)، واختصر القصة في الموضع الثاني، فوهم وعزى القول لغير صاحبه].
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم إلا أبو إسرائيل".
وقال ابن السكن: "لا يصح إسناده" [البدر المنير (٣/ ٣٦٥)].
• ورواه معمر بن راشد، عن صاحب له، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالًا أن يثوِّب في صلاة الفجر، ولا يثوِّب في غيرها.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٧٣/ ١٨٢٣).
هكذا أبهم معمر: الحسن بن عمارة، ولم يجعله من مسند بلال.
• والحديث إنما يعرف من حديث الحسن بن عمارة [وهو: متروك الحديث، واتُّهِم]، عن الحكم، فهو المتفرد به عنه:
رواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أثوب في الفجر، ونهاني أن أثوب في العشاء.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٧٣/ ١٨٢٤)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (١/ ٣٥٧/ ١٠٩٢)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٨٧).
قال الدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٨٠/ ١٣٧٠ - أطرافه): "تفرد به الحسن بن عمارة عن الحكم عنه".
• فإن قيل: توبع عليه الحسن: فقد رواه محمد بن مالك الأشعري، قال: ثنا عيسى بن المسيب [ضعيف. اللسان (٦/ ٢٨٠)، والحسن بن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أثوب في الصبح، ولا أثوب في العشاء.
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٢/ ٩٣) بإسناد لا بأس به إلى محمد بن مالك. وعنه: أبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٤٥ - ١٤٦).
قلت: لا تثبت هذه المتابعة؛ فإن محمد بن مالك الأشعري هذا: لم أقف له على ترجمة، سوى ما ترجم له الأصبهانيان أبو الشيخ وأبو نعيم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا فيمن يروي عنه سوى: عامر بن إبراهيم بن واقد الأصبهاني [ثقة]، وحسين بن الفرج الخياط [ضعيف] كذبه ابن معين، ووهاه أبو زرعة. اللسان (٣/ ٢٠٠)، الجرح والتعديل (٣/ ٦٢)]، وهو قليل الرواية جدًّا، فهو في عداد المجاهيل [وانظر: غنية الملتمس (٥١٩ - ٥٢٣)].
والحاصل: أن هذا الحديث لا يصح عن الحكم بن عتيبة؛ تفرد به عنه: الحسن بن عمارة، وهو: متروك، واتهم، وقد ضعفه النووي في الخلاصة (٨١٣ و ٨١٤).
• فإن قيل: بل قد رواه عن الحكم: ثقة حافظ، شعبة بن الحجاج:
فقد رواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: أنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: أُمِر بلالٌ أن يثوِّب في صلاة الصبح، ولا يثوِّب في غيرها.