• ومما يستفاد من مجموع الطرق -ما هو صالح في باب المتابعات-:
١ - ثبوت التثويب في حديث أبي محذورة، وهو قول المؤذن: الصلاة خير من النوم، مرتين، بعد قوله: حي على الفلاح، وقد تقدم قريبًا.
٢ - أن التثويب يكون في الأذان الأول من الصبح، لحديث عثمان بن السائب.
٣ - أن رفع الصوت في الترجيع بالشهادتين يكون في الثانية، لا في الأولى، لحديث ابن جريج عن عبد العزيز (٥٠٣).
٤ - أن إقامة أبي محذورة كأذان بلال، مع زيادة: قد قامت الصلاة، مرتين، لحديث همام، وعليه: فعدد كلمات الأذان تسع عشرة، وعدد كلمات الإقامة سبع عشرة، والله أعلم.
• وقد روي الترجيع أيضًا من حديث سعد بن عائذ القرظ: فذكر أذان بلال، وإقامته، فزاد في أذانه الترجيع، والإقامة واحدة واحدة، ويقول: قد قامت الصلاة، مرة واحدة.
أخرجه مطولًا ومختصرًا: ابن ماجه (٧٣١)، والحاكم (٣/ ٦٠٧)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (١/ ١٢٠)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٤/ ١١٦٤)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٥٣/ ١٠٧٣) و (٦/ ٣٩ و ٤٠/ ٥٤٤٨ و ٥٤٥٠)، وفي الصغير (٢/ ٢٨٢/ ١١٧١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٣١٣)، والدارقطني (١/ ٢٣٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٢٦٥/ ٣١٨٤ و ٣١٨٥)، والبيهقي في السنن (١/ ٣٩٤ و ٤١٥)، وفي المعرفة (١/ ٤٢١ - ٤٢٢/ ٥٥٤)، وفي الخلافيات (١/ ٥١٤ - مختصره)، والخطيب في تلخيص المتشابه (٢/ ٦٤٦).
وهو حديث منكر.
ومداره على عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، وهو: ضعيف، قال ابن معين:"ضعيف"، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال مرة أخرى:"لم يصح حديثه"، وقال أبو أحمد الحاكم:"حديثه ليس بالقائم"، وذكره ابن عدي في ضعفائه، وقال ابن القطان الفاسي:"لا تعرف له حال"، وخالفهم ابن حبان فأورده في ثقاته [التهذيب (٢/ ٥١٠)، الميزان (٢/ ٥٦٦)، التاريخ الكبير (٥/ ٢٨٧) و (٦/ ٥٠٤)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٣٧)، الكامل (٤/ ٣١٣)، بيان الوهم (٣/ ٣٤٧)، المغني (٢/ ٣٨٠) وقال: "في حديثه نكارة"].
واختلف فيه على عبد الرحمن بن سعد هذا، وفي إسناده أيضًا: عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد، وعمار وعمر ابنا حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم، قال عثمان بن سعيد الدارمي لابن معين: كيف حال هؤلاء؟ فقال:"ليسوا بشيء" [تاريخ الدارمي (٦٠٦)، الجرح والتعديل (٥/ ١٥٧) و (٦/ ١٠٢ و ٣٩١)، الثقات (٧/ ١٧٠) و (٨/ ٥١٦)، المغني (١/ ٣٥٤) و (٢/ ٤٥٨ و ٤٦٤)، اللسان (٤/ ٥٦٢) و (٦/ ٤٤ و ٥٦)، التقريب (٤٥٢)].