قال ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٠٢): "لا يختلف في أن بلالًا كان لا يُرجِّع" وفي نصب الراية (١/ ٢٦٤): "قال ابن الجوزي في التحقيق: هذا لا يصح، والصحيح: أن بلالًا كان لا يرجع".
قلت: وكان يقول: قد قامت الصلاة، مرتين، والله أعلم.
***
٥٠٦ - قال أبو داود: حدثنا عمرو بن مرزوق: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّةَ، قال: سمعت ابن أبي ليلى، (ح) وحدثنا ابن المثني: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مُرَّةَ: سمعت ابن أبي ليلي، قال: أُحِيلَتْ الصلاةُ ثلاثةَ أحوالٍ.
قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لقد أعجبني أن تكون صلاةُ المسلمين -أو قال: المؤمنين- واحدةً، حتى لقد هَمَمْتُ أن أَبُثَّ رجالًا في الدُّور؛ ينادون الناس بِحِينِ الصلاة، وحتي هَمَمْتُ أن آمُرَ رجالًا يقومون على الآطام؛ ينادون المسلمين بِحِينِ الصلاة"، حتى نَقَسُوا، أو: كادوا أن يَنْقُسُوا.
قال: فجاء رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! إني لَمَّا رجعتُ لِمَا رأيتُ من اهتمامك، رأيتُ رجلًا كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذَّن، ثم قعد قَعْدَةً، ثم قام فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقولَ الناسُ -قال ابن المثني: أن تقولوا -، لقلتُ: إني كنتُ يقظانًا غيرَ نائمٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:- وقال ابن المثني:- "لقد أراك الله - عز وجل - خيرًا"- ولم يقل عمرو: لقد- "فَمُرْ بلالًا فليؤَذِّن" قال: فقال عمر: أما إني قد رأيتُ مثلَ الذي رأي، ولكني لما سُبِقْتُ استحييت.
قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرَّجُلُ إذا جاء يَسْأَلُ، فَيُخْبَرُ بما سُبِقَ من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بَيْنِ: قائمٍ، وراكعٍ، وقاعدٍ، ومُصَلٍّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن المثني: قال عمرو: وحدثني بها حصين، عن ابن أبي ليلي: حتى جاء معاذ -قال شعبة: وقد سمعتها من حصين- فقال: لا أراه على حالٍ ... إلى قوله:"كذلك فافعلوا".
قال أبو داود: ثم رجعت إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال: فجاء معاذ فأشاروا إليه -قال شعبة: وهذه سمعتها من حصين- قال: فقال معاذ: لا أراه على حالٍ إلا كنتُ عليها، قال: فقال: "إن معاذًا قد سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً، كذلك فافعلوا".