من طريق: على بن عبد العزيز: ثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا داود بن أبي عبد الرحمن القرشي: ثنا مالك بن دينار، قال: صعدت إلى ابن أبي محذورة فوق المسجد الحرام بعد ما أذَّن، فقلت له: أخبرني عن أذان أبيك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان يبدأ فيكبر، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حي على الصلاة، حي على الفلاح، مرةً مرةً، ثم يرجع فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يأتي على آخر الأذان: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. [واللفظ ملفق منهما].
قال الدارقطني:"تفرد به داود".
قلت: هو حديث منكر بهذا السياق، وإنما الترجيع في الشهادتين فقط، والمحفوظ في التكبير التربيع.
وداود بن أبي عبد الرحمن أبو سليمان القرشي، البصري الناجي: قال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ" [التاريخ الكبير (٣/ ٢٤١)، الجرح والتعديل (٣/ ٤١٧)، الثقات (٦/ ٢٨٨)]، ويبدو أنه قليل الرواية، فلا يحتمل التفرد من مثله، ومسلم: هو الفراهيدي الحافظ، وعلي: هو الإمام البغوي الحافظ، وابن أبي محذورة: يغلب على الظن أنه عبد الملك، والله أعلم.
***
قال أبو داود: وكذلك حديث جعفر بن سليمان، عن ابن أبي محذورة، عن عمه، عن جده، إلا أنه قال: ثم تَرْجعُ فترفعُ صوتك: الله أكبر الله أكبر.
• حديث ضعيف.
لم أقف على من وصله.
وابن أبي محذورة هذا: هو إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، وهو: ضعيف، تقدم الكلام عليه، وأنه قد اضطرب في رواية هذا الحديث، فإن صح هذا عنه، فيكون وجهًا عاشرًا من اضطرابه في هذا الحديث، حيث جعل التكبير داخلًا في الترجيع، وإنما الترجيع في الشهادتين فقط، والله أعلم.
• ومما لم يذكره أبو داود:
١ - سفيان الثوري، عن أبي جعفر، عن أبي سلمان، عن أبي محذورة، قال: كنت أؤذن للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت أقول في أذان الفجر الأول: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.
أخرجه النسائي في المجتبي (٢/ ١٣ و ١٤/ ٦٤٧ و ٦٤٨)، وفي الكبرى (٢/ ٢٤٠/ ١٦٢٣)، وأحمد في المسند (٣/ ٤٠٨)، وفي العلل ومعرفة الرجال (١/ ٤٦٧/ ١٠٧٠ و ١٠٧١)،