ز- سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نُصرت بالرعب، وأُوتيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم إذ أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضعت في يَدِي".
قال: ثم يقول أبو هريرة على إثر هذا: فذهب أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ولم يتند منها بشيء، ثم أنتم تهدرونها.
أخرجه ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (١٠٣) [مجموع مصنفاته (٥٩٩)]، بإسناد حسن إلى سليمان بن بلال.
وهذا إسناد مدني حسن، عجلان هو: مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني: لا بأس به، وابنه هو: محمد بن عجلان المدني: صدوق.
ح- أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصرت بالرعب، وأُوتيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضعت في يَدِي".
أخرجه أبو يعلى (١١/ ٦٢٨٧/ ١٧٦)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ٢٨٣/ ٣٣٠٥).
بإسنادين إلى أبي الزناد أحدهما حسن، والآخر صالح في المتابعات، وبه يصح الإسناد.
ورواه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٣٩٥) قال: ثنا إسحاق بن عيسى: أنا ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، بمثله مرفوعًا.
وابن لهيعة: ضعيف، يكتب حديثه في الشواهد.
ط- كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فُضلت بخصال ست -لا أقولهن فخرًا- لم يعطهن أحد كان قبلي: ففر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وجُعلت أمتي خير الأمم، وأُحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد من قبلي، وجُعلت لي الأرض مساجدَ وطَهورًا، وأُعطيت الكوثر، ونُصرت بالرعب، والذي نفسي بيده! إن صاحبكم لَصاحب لواء الحمد يوم القيامة -غير فخر- تحته آدم ومن دونه".
أخرجه البزار (١٤/ ٣٩٣/ ٨١٣٣)، وأبو العباس السراج في مسنده (٤٩٠ و ٥١٤)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٨٩)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٤/ ٧٨٣/ ١٤٤٢ و ١٤٤٣).
بإسنادين حسنين إلى كثير بن زيد، وهذا إسناد متصل، حسن في الشواهد؛ فكثير بن زيد الأسلمي: ليس ممن يحتج به إذا انفرد، نعم هو صدوق؛ لكن فيه لين، وليس بذاك القوي [انظر: التهذيب (٣/ ٤٥٨)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩٧)، الميزان (٣/ ٤٠٤)]، وهو هنا قد تفرد ببعض الخصال من حديث أبي هريرة، ولم يتابع عليها، والله أعلم.