وهذا حديث منكر، تفرد به الحارث بن وجيه، عن مالك بن دينار، والحارث بن وجيه هذا: ضعيف، قليل الحديث، ما له شيخ سوى مالك بن دينار.
قال أبو داود: "الحارث بن وجيه: حديثه منكر، وهو ضعيف".
وقال الترمذي: "حديث الحارث بن وجيه: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديثه، وهو شيخ ليس بذاك، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، وقد تفرد بهذا الحديث عن مالك بن دينار، ويقال: الحارث بن وجيه، ويقال: ابن وجبة".
وقال العقيلي: "لا يتابع عليه، وله غير حديث منكر، وله إسناد غيرهما فيه لين أيضًا".
وقال ابن جرير الطبري بأنه واهي الإسناد.
وقال ابن عدي بعد أن روى له حديثين هذا أحدهما: "وهذان الحديثان بأسانيدهما عن مالك بن دينار، لا يحدث [بهما]، عن مالك بن دينار، غير الحارث بن وجيه، وللحارث بن وجيه غير ما ذكرت من الروايات شيء يسير، ولا أعلم له رواية إلا عن مالك بن دينار".
وقال الدارقطني: "غريب من حديث محمد عنه، تفرد به مالك بن دينار، وعنه الحارث بن وجيه" [أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٣٢٠/ ٥٤١٠)].
وقال أبو نعيم: "تفرد به الحارث عن مالك".
وقال البيهقي في السنن: "تفرد به موصولًا: الحارث بن وجيه، والحارث بن وجيه: تكلموا فيه".
وقال أيضًا: "قال الشافعي فيما حُكي عنه: فأما ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تحت كل شعرة جنابة، فبلُّوا الشعر، وأنقوا البشر": فإنه ليس بثابت" ... ، ثم قال البيهقي: "تفرد به هكذا الحارث بن وجيه ... "، ثم أسند إلى عباس الدوري قوله: سألت يحيى بن معين عن الحارث بن وجيه؟ فقال: "ليس حديثه بشيء"، ثم قال البيهقي: "وأنكره غيره أيضًا من أهل العلم بالحديث: البخاري، وأبو داود السجستاني، وغيرهما، وإنما يروى عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مرسلًا، وعن الحسن، عن أبي هريرة: موقوفًا، وعن النخعي: كان يقال".
وذكر نحوه في المعرفة والخلافيات، وزاد: "والحسن لم يسمع من أبي هريرة".
وقال ابن عبد البر: "وحديث: "فأبلوا الشعر، وأنقوا البشرة": يدور على الحارث بن وجيه، وهو ضعيف".
وقال ابن الجوزي في العلل: "تفرد به الحارث عن مالك مرفوعًا، وإنما يروى هذا عن أبي هريرة قوله.
قال يحيى: الحارث ليس بشيء. وقال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير".
هذا ما وقفت عليه من كلام المصنفين الذين أخرجوا الحديث، وضعفوه.