أراد الله، فيومئذ يُلْقِي العرب السَّلَم ولا يزالون مختلفين حتَّى ينشأ ناشِئهم على إِلْف شيء قد صبر عليه آباؤه، فلا يكون لأحد منهم أدنى همة في تغيير ما أراد الله أن يكون، مما صبر عليه آباؤهم وأسلافهم -وهم عند العرب والمسلمين- أهل القدوة".
[ثم دخلت سنة ست وستين وثلاثمائة بعد الألف]، ١٩٤٧.
ذكر ما كان فيها من الأحداث: فمن ذلك ما كان من اجتماع ملوك العرب وأمرائهم ووزرائهم. . . . وقَرَّ قرارهم على أن يعلنوا للناس جميعًا وينذرونهم بما رأوا وأجمعوا عليه. . . . الثاني: أن فلسطين ستجاهد، ومن ورائها بلاد العرب والمسلمين تظاهرها بالمال والولد. الثالث: أن الفتك والغدر والاغتيال ليس من شيمة العرب ولا من دين المسلمين، وأن حوادث الاغتيال الشنيعة المنكرة التي اقترفها اليهود ينبغي أن تقابل بالصدق والصراحة، لا بالغيلة والغدر".
[ثم دخلت سنة سبعين وثلاثمائة بعد الألف] ١٩٤٩ م.
ذكر ما كان فيها من الأحداث: اشتعلت نيران الحروب في الشرق كله، واجتمع رؤساء الدول العربية والإسلامية في مكة المكرمة ووحَّدوا قيادة الجيوش العربية. ولكن لم يلبث سفير بريطانيا في مصر وسفير أمريكا أن أرسلا برقية إلى المجتمعين في مكة يطلبون وَقْف الحركات الحربية التي سموها (ثورة)، ورغَّبوا إلى ملوك العرب ووزرائهم أن يتمهلوا حتَّى يصدر تصريح مشترك من الدولتين الكبيرتين، على شريطة أن تمتنع البلاد العربية من متابعة السياسية الروسية التي تتظاهر بمؤازرة العرب والمسلمين. وبعد أيام صدر هذا التصريح، وهو ينص على أن للعرب ما أرادوا من وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وعلى العرب أن يتولوا بأنفسهم مفاوضة يهود فلسطين على السياسة التي يريدونها، وأن بريطانيا وأمريكا لن تتدخلا في الخلاف الناشب بين الفريقين، وأن الدولتين الكبيرتين ستمنعان كل مساعدة تُرْسَل من بلادهما إلى فلسطين من مال أو سلاح. . . . ".
[ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بعد الألف]، ١٩٥٥ م.
ذكر ما كان فيها من الأحداث: كثرت حوادث الاغتيال والفتك في كثير