للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعداً، فجاءت به أسود جعداً".

٢٧٥٤ - * روى الشيخان عن سعيد بن جُبير: "سُئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب ابن الزبير: أيفرق بينهما؟ قال: فما دريتُ ما أقول، فمضيتُ إلى منزل ابن عمر بمكة، فقلت للغلام: استأذن لي، قال: إنه قائلٌ فسمع صوتي، فقال: ابن جبير؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فوالله ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجةٌ، فخلت، فإذا هو مفترشٌ برذعة له، متوسدٌ وسادة حشوها ليف، قلت: أبا عبد الرحمن، المتلاعنان أيُفرق بينهما؟ قال: سبحان الله! نعم، إن أول من سأل عن لك: فلان ابن فلانٍ، قال: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة، كيف يصنع؟ إن تكلم تكلم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه، فلما كان بعد ذلك أتاه، فقال: إن الذي سألت عنه قد ابتليت به، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فتلاهن عليه، ووعظه وذكره، وأخبره: أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فقال: لا، والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها، ثم دعاها فوعظها، وذكرها وأخبرها: أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، قالت: لا والذي بعثك بالحق إنه لكاذبٌ، فبدأ بالرجل، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة: أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثنى بالمرأة، فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة: أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ثم فرق بينهما".

وفي رواية (١) عن سعيد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: "حسابُكما على الله، أحدكما كاذبٌ، لا سبيل لك عليها، قال: يا رسول الله مالي؟ قال: لا مال كل، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعدُ لك منها".


٢٧٥٤ - البخاري (٩/ ٤٥٦) ٦٨ - كتاب الطلاق، ٣٢ - باب صداق الملاعنة.
مسلم (٢/ ١١٣٠، ١١٣١) ١٩ - كتاب اللعان.
(١) مسلم، الموضع السابق، ١١٣١، ١١٣٢.
(البرذعة): ما يوضع على الدابة كالسرج ليركب عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>