وفي روايةٍ:"إذا أكْثَبوكم فارمُوهم، واسْتَبْقُوا نَبْلَكم".
"عن أبي أُسَيْدٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنا يوم بدر حين صَفَفْنَا لقريش"؛ أي: لمحاربتهم.
"وصَفُّوا لنا: إذا أَكْثَبُوكم"؛ أي: قاربوا منكم بحيث تصل إليهم سهامُكم.
"فعليكم بالنَّبْل"؛ أي: ارموهم بالنَّبْل وهو السِّهام، ولا ترموهم على بُعْدِ.
"وفي رواية: إذا أَكْثَبوكم فارموهم واسْتَبْقُوا نَبْلَكُم"؛ يعني: لا ترموهم بجميعها بل اتركوا شيئاً منها؛ لئلا يغلبوا عليكم.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٢٩٩٥ - رُوِيَ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَستَفتِحُ بصَعَالِيكِ المُهاجرينَ.
"من الحسان":
" عن أُميَّة بن خالد بن عبد الله بن أسيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَسْتَفْتِحُ"؛ أي: يطلب الفتح والظَّفر على الكفار من الله.
"بصَعَالِيك المهاجرين"؛ أي: بفقرائهم، يعني: ببركة دعائهم بأن يقول: اللهم انصرنا على الأعداء بحقِّ عبادك الفقراء المهاجرين، وهذا يدل على تعظيم الفقراء والرغبة إلى دعائهم والتَّبرك (١) بوجودهم.