شئتم ومتى شئتم فلا حرج عليكم في التَّردد عليها، بخلاف ركوب الدَّواب فإن ركوبها بلا حاجة منهيٌّ.
"فعليها"؛ أي: فعلى الدَّواب.
"فاقضوا حاجاتكم": من المسافرة راكبين عليها.
* * *
٢٩٦٨ - قال أنسٌ: كنا إذا نَزَلْنا منزِلاً لا نُسبحُ حتى نَحُلَّ الرَّحالَ أي: لا نُصلِّي الضُّحى.
"قال أنس - رضي الله تعالى عنه - كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبح حتى تحل الرحال"؛ أي: حتى نحط الأحمال عن ظهور الدواب كيلا تتعب بكون الحمل على ظهورها.
"أي: لا نصلي الضحى": تفسير من المؤلف لقوله: "لا نسبح".
* * *
٢٩٦٩ - عن بُرَيدَةَ قال: بينَما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي، إذ جاءَ رجلٌ معَهُ حمارٌ فقال: يا رسولَ الله! اركبْ، وتَأَخَّرَ الرجلُ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا، أنتَ أَحَقُّ بصدرِ دابَّتِكَ إلا أنْ تجعلَهُ لي"، قال: قد جعلْتُه لكَ، فركِبَ.
"عن بُرَيْدَة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال: يا رسول الله! اركب وتأخَّر الرجل، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا، أنْتَ أحقُّ بصَدْرِ دابَّتك"، (صدرها) من ظهرها: ما يلي عنقها.
"لا أن تجعَلَهُ لي": وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك؛ لئلا يظنَّ الرجل أن مَنْ هو أكبر قدراً أحقُّ بركوب صَدْرِها مالكاً كان أو غيره، فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن المالك أحقُّ بصدر دابته إلا أن يُؤْثِرَ غيره به على نفسه.