"وبينهما أمور مشتبِهات"؛ يعني: بعض الأشياء مشتبِهة لوقوعه بينَ دليلِهما.
"لا يَعْلَمُهنَّ كثيرٌ من الناس"؛ يعني: لا يَمِيْزُ بينهما إلا العلماءُ المجتهِدُون.
"فمن اتَّقى الشُّبُهات"؛ أي: اجتنبَ عن الأمور المُشْبِهة قبلَ ظهورِ حُكمْ الشَّرْع فيها بأحدِ الأدلَّةِ التي هي: النصّ والقياسُ والإجماعُ والاجتهاد.
"استبرأَ لدينه"؛ أي: بالغَ في براءة دينه وصيانته من أن يَخْتِلَ بالمحارم.
"وعِرْضه" من أن يُتَّهم بترك الوَرعَ.
"ومَن وقع في الشُّبُهات"؛ أي: أتى بها وتعوَّد ذلك.
"وقعَ في الحرام"؛ أي: يوشِكُ أن يقعَ في الحرام؛ لأنه حام حَوْلَ حريمه، وإنما قال:(وقعَ) دون (يوشك أن يقع) تحقيقًا لمداناة الوقوع، كما يقال:(من اتبع هواه فقد هلك)، ولمَّا كانت حِمَى الملوك محسوسةً يُحْتَرِزُ عنها كلُّ ذي بَصَر، وحِمَى الله معقولة لا يدرِكُه إلا ذو البصائر ضربَ المَثَلَ بالمحسوس بقوله: