للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتوفيقِ للقيامِ بحقوقها.

"عائذًا"، نصب على المصدر؛ أي: أعوذ عياذًا "بالله من النار"، أقيم اسمُ الفاعل مُقامَ المصدر، أو على الحال من فاعل (يقول)، فيكون من كلام الراوي، أو مِن: فاعل (أسحرَ) فيكون مِن كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

* * *

١٧٤٣ - وقال ابن عمر: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قفَلَ من غَزْوٍ أو حَجٍ أو عُمْرة يُكَبرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأَرضِ ثلاثَ تكبيراتٍ، ثمَّ يقول: "لا إلهَ إلا الله وحدَة لا شريكَ له، له الملك، ولهُ الحمد، وهوَ على كل شيءٍ قديرٌ، آيبُونَ تائبُونَ عابدُونَ ساجِدُونَ، لِرَبنا حامِدُونَ، صدَقَ الله وَعْدَهُ، ونصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَم الأَحزابَ وَحْدَه".

"وقال ابن عمرَ - رضي الله عنهما -: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قَفَلَ"؛ أي: رجع "من غزوٍ أو حَجّ أو عُمْرةٍ يكبّرُ على كلّ شَرَفٍ"؛ أي: مكان عالٍ.

"من الأرض ثلاث تكبيرات ثمَّ يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ وهو على كلّ شيء قديرٌ، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وَعْدَه"؛ أي: في وعده بإظهار الدين.

"ونصرَ عَبْدَه"، أراد - عليه الصلاة والسلام - نفسَه.

"وهزمَ الأحزابَ وحدَه"، جمع حزب؛ أي: الطوائفَ من القبائل المجتمِعة لمحاربة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومحاصَرِة المدينة، وكانوا اثني عشر ألفاً سوى من انضمَّ إليهم من اليهود، ومضى عليهم قريبٌ من شهر لم يقعْ بينهم حربٌ إلا الترامي بالنَّبْل والحجارة، فأرسل الله عليهم ريحاً ليلةً سفَّتِ الترابَ على وجوههم، وأطفأتْ نيرانَهم، وقلعت الأوتادَ، وبعثَ ألفاً من الملائكة فكبَّرت في عسكرهم، فماجَت الخيلُ، وقذفَ في قلوبهم الرعبَ فانهزمُوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>