فليمسكْ عن الشر؛ فإنه"؛ أي: الإمساك عن الشر "له صدقة": يتصدق به على نفسه؛ لأنه إذا أمسك عنه لله تعالى، كان له أجرٌ على ذلك، كما أن للمتصدق بالمال أجرًا.
* * *
١٣٤٠ - وقال: "كلُّ سُلامَى من الناسِ عليهِ صدقةٌ، كلَّ يومٍ تطلُعُ فيه الشَّمسُ يعدِلُ بين الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابَّتِهِ، فيَحمِلُ عليها أو يرفعُ عليها مَتاعَه صدَقةٌ، والكَلِمةُ الطَّيِّبةُ صدَقةٌ، وكلُّ خُطْوةٍ يَخطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقة، ويُميطُ الأذَى عن الطَّريقِ صدَقةٌ".
"عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقة": أوجب الصدقة على السّلامى مجازًا، وفي الحقيقة واجبة على صاحبه؛ يعني: على كل واحد من الإنسان بعدد كل مفصلٍ في أعضائه. "صدقة"؛ شكرًا الله تعالى بأن جعل في عظامه مفاصل، يقدر على قبض أصابعه ويديه ورجليه وغير ذلك وبسطها، فإن هذه نعمة عظيمة.
"كل يوم": نصب على الظرفية.
"تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين"؛ أي: تصلح بين الخصمين، وتدفع ظلم ظالم عن مظلوم، وهو في تأويل المصدر مبتدأ، خبره (صدقة).
"وتعين الرجل"؛ أي: إعانتك إياه "على دابته، فتحمل عليها، أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكلُّ خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى"؛ أي: إزالتك إياه "عن الطريق صدقة".