ممكن يكون عنده؟ فكلام المخاطب عطف على كلام المتكلم. وجاز أن يقول:
" وعمرو " أو " فعمرو " أو " ثم عمرو " وإذا عطف واستفهم كان حروف العطف بعد حرف الاستفهام إذا كان الاستفهام بألف.
وإن كان بغير " ألف " فحرف العطف قبله فالألف قولك أو هو ممن يزورك؟ وأفهو لك صديق؟ و " أثم أقام عندك " أو " فما فعل عندك؟ " أو ثم ما فعل عندك؟ أو يقول: إذا جاءني زيد. فلك أن تقول: أو من ... ؟ أو " فمن ... ؟ أو " ثم من ... ؟ ونحو ذلك.
وإذا قال: ألست صاحبنا؟ أو: ألست أخانا؟ فقد صار الأول تقريرا بدخول ألف الاستفهام وعطفت الثاني عليه. عطفت جملة على جملة وأدخلت فيه ألف الاستفهام فصارت الجملة الثانية كالجملة الأولى.
ورد العامل فيه يصيره في معنى " بل " كأنك قررته على الجملة الثانية. وتركت التقرير الأول. كما تعمل " بل " في ترك الأول وتثبيت الثاني. ومثل ذلك: أما أنت صاحبنا؟
أو ما أنت أخانا؟ أدخل حرف الاستفهام على: " ما " الجحد. وحكمها حكم " ليس ".
ومثل ذلك قوله: أو لا تأتينا أو لا تحدثنا؟ إذا أردت التقرير أو غيره.
" ألا تأتينا " يكون تقريرا، ويكون استدعاء وعرضا. كقولك: ألا ماء أشربه؟ وهو في نحو معنى " هلا ".
وهذا معنى قول سيبويه: " إذا أردت التقرير أو غيره ".
إعادة العامل توجب استئناف الاستفهام واستقباله.
فإن أردت أن يكون الكلام جملة واحدة جئت بحرف العطف ولم تعد العامل فقلت: ألست أخانا أو صاحبنا أو جليسنا؟ فعطفت " أو " اسما على اسم. ولم تعد حرف الاستفهام ولا العامل فصار كقولك: ألست أحد هؤلاء النفر؟ وهو كلام واحد. وجعل " أخانا " و " صاحبنا " و " جليسنا " أحوالا. وجعل كونه أحدها. لا كونا في بعض الصفات التي لهم.
وإذا قال: ألست أخانا؟ أو لست جليسنا؟ أو لست صاحبنا؟ فكل واحدة من هذه الثلاثة مثبتة مفردة له على حياله وجعله في هذه الأحوال كلها يعني: " أخاهم وصاحبهم وجليسهم " ولا يجوز أن تقول: ألست صاحبنا؟ أو لست جليسنا؟ أو لست أخانا؟ وأنت تريد بتكرير: " لست " ما تريد إذا لم تكرر " لست ".