للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا الذي يُشكَرُ عن بَذْلِه ... مثلُ الذي يُشكَرُ عن بُخلِهِ

عَمْري لقد حمَلَ أمرَ الوَرى ... مضْطلعٌ بالعِبءِ من حِمْلِهِ

مَنْ لم تزَلْ أنواءُ أفكارِهِ ... تَهْمي على المُمحِلِ في مَحْلِهِ

ذاك سِراجُ الكلِّ بل شمسُهُ ... بل عقْلُهُ الفَعّالُ في عَقْلِهِ

تُضيءُ أنوارُ النُّهى حولَهُ ... في عَقْدِه المبرَم أو حَلِّه

وإنما الفضلُ إلى وقتِه ... فيقدُم المِثلُ على مثلِه

هذا كتابُ الله جَلَّ اسمُهُ ... بخطِّ عثمان وفي دَخْلِهِ (١)

خيرُ إمام آخِرٌ جاءه ... خيرُ إمام كان من قَبْلِهِ

إليه يُنمَى كلُّ [ما] مصحفٍ ... تأنَّقَ العالَمُ في نَقْلِه

أجرى ابنُ عفانَ إلى نَصْرِهِ ... وخَصلُكمْ زادَ على خَصْلِهِ (٢)

أنيسُه في وَحْشةِ الدارِ إذ ... تواطَأَ القتلُ إلى قتلِه

رمَى به الخابطُ في غَيِّهِ ... وضَمَّه الحاطبُ في حَبْلِهِ

وصار من أوكَدِ شُغل امرئ ... في تَرْكِه الإعراضُ عن شُغْلِهِ

صيانةُ الشّيخ له أوجَبَتْ ... لَجاجةَ الباغينَ في بَذْلِه

حتى أتى الأمّةَ مَن نَبَّهتْ ... شهادةُ الرُّسْلِ على عَدْلِه

فأيقَظَ الأجفانَ من نَوْمةٍ ... صَحا بها المخبُولُ من خَبْلِهِ

عرَّفَ ما يُجهَلُ من حقّهِ ... وضَمَّ ما فُرِّقَ من شَمْلِهِ

ومال في تعظيمِهِ مَيْلةً ... أعادت الفَرْعَ إلى أصلِهِ

ألبَسَه من رائقِ الحُلي ما ... يعجِزُ جِيدُ الدّهرِ عن حَمْلِهِ


(١) هذا البيت والبيتان بعده موجودان في كتاب المسند لابن مرزوق، ص ٤٥٧.
(٢) قال ابن مرزوق: إن الشاعر أساء الأدب في هذا البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>