شيخِه، وقد يكونُ من طلبةِ مَرّاكُش أو أغمات الذينَ درَسوا على ابن عبد الملك في المدينتينِ المذكورتين.
ويمكنُ أن نَعُدَّ من تلاميذه: المؤرِّخَ ابن عِذاري المَرّاكُشيّ، فقد وجدناه في كتابه "البيان المُغرِب" يَروي عن ابن عبد الملك، وسنفصِّل هذا في موضعه. هذا كلُّ ما استطعنا الوقوفَ عليه من تلاميذ ابن عبد الملك، ولا شكّ أنّ عددَهم أكثرُ من هذا.
حياته العائليّة:
عرَفْنا ممّا سبق أنّ ابنَ عبد الملك ينتمي إلى أُسرة مَرّاكُشية نبيلة، وقد أشار ابنُ الخَطيب في "رَيْحانة الكُتّاب" إلى "بيته النَّبيه"، وعَرَفْنا أَيضًا ممّا قادنا إليه البحثُ في علائقه العائليّة صلةَ هذا البيت -من جهة أُمِّه- بزوجة الخليفة الموحِّد يوسُف بن عبد المؤمن وأولادِها، وما قد يكونُ لذلك من أثر على وضعه العائليِّ ونشأته في ظلّ هذا الوضع الممتاز، وقد استنتَجْنا من بعض القرائن أنه ربّما كان وحيدَ أبوَيْه، وأنّ والدَه ربّما توفِّي وهو لم يشتَدَّ ساعدُه بعدُ.
ولكنّنا لا نعرفُ متى تزوَّج ولا من أين، ويبدو أنه تزوَّج في شبابه بعدَ أن قطع شوطًا كبيرًا في دراسته، وقد رأينا أنه طَلبَ الإجازةَ خلال رحلته في شبيبتِه إلى الأندَلس لأولاده من ابن خميس، فأجاز لمن أدرك حياتَه منهم، قال ابنُ عبد الملك:"وأدركها منهم محمدٌ وأحمدُ، كان اللهُ لهما". وقد تُوفِّي الشّيخ المذكور سنة ٦٨٨ هـ، وأدرك محمدٌ، المولود سنة ٦٧٤ هـ، أربعَ عشْرةَ سنة من حياته. وربّما نستفيد من ترتيب ابن عبد الملك أنّ محمدًا هو أكبر أولاده، وأن أحمدَ يليه، وقد صَحِب أحمدُ هذا والدَه في أثناء رحلته إلى تِلِمْسان عبرَ فاس، وهي الرحلةُ التي أرّخها ابن عبد الملك بعام ٦٩٩ هـ، ولا بدّ أنه كان فتًى بلَغَ مبلغَ الشباب وكان معه مدّةَ مقامه بمدينة تِلِمْسانَ بعد التاريخ المذكور، ولعلّه بقي إلى جانبه حتى وفاته بهذه المدينة سنة ٧٠٣ هـ.