للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكفَّلَ السَّعدُ بمقصودِكم ... وبانتِ الوِجهةُ والقصدُ

عنايةُ الله بكمْ جَمّةٌ ... له عليها الشكرُ والحمدُ

وقال فيه أخرى، وهي عندي من غُرَرِ قصائده (١) [سريع]:

فعلُ امرِئٍ دَلَّ على عَقْلِهِ ... والفَرْعُ منسوبٌ إلى أصلِهِ

إنّ الذي يَكرُمُ في جِنسِهِ ... هو الذي يَكرُمُ في فصْلِهِ

والمرءُ لا يُشكَرُ عن نفْسِه (٢) ... وإنّما يُشكَرُ من فضلِهِ (٣)

والخيرُ والشرُّ، لهذا وذا ... أهلٌ، فَرَجِّ الخيرَ من أهلِهِ

لا يَترُكُ اللازمُ ملزومَهُ ... والشخصُ لا ينفَكُّ عن ظلِّهِ

وكلُّ مفطورٍ (٤) على شيمةٍ ... لا بدَّ أن تظهَرَ في فعلِهِ

لا يُدركُ الطَّرفُ على شَدِّهِ ... ما يُدركُ الطَّرفُ على رَسلِهِ

والناسُ أشتاتٌ وفي الطَّبع ما ... قد يعطِفُ الشّكلَ إلى شكلِهِ

إضافةُ السُّفْل إلى عُلوِهِ ... إضافةُ العُلوِ إلى سُفْلِهِ

ما غايةُ العالِم في علمِهِ ... كغايةِ الجاهلِ في جهلِهِ


(١) أورد ابن فرحون في الديباج ثمانية أبيات من هذه القصيدة، ونسبها إلى أبي المطرف أحمد ابن عميرة المخزومي، وذلك وهم ربما أوقعه فيه قلة التروي عند قراءة هذه الترجمة ومنها نقل، فقد فهم -وهذا يحدث من سرعة القراءة- أن مرجع الضمير في قول المؤلف: وقال فيه أخرى. . . يعود على المترجم ابن عميرة مع أن قوله: "فيه أخرى" يبين أن الضمير يعود على أقرب مذكور وهو ابن حبوس صاحب القصيدة الأولى في الموضوع نفسه، قاله محمد بن شريفة، وقال: وقد تابعت ابن فرحون في هذا الوهم في كتابي: أبو المطرف ٢٤١ - ٢٤٢، فليصحح هناك، وانظر الديباج ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٢) في الديباج: "بغيه"، ولكنها وردت في نسخة أخرى منه كما هنا، وهو الصواب.
(٣) في الديباج: "عن عقله"، ولكنها وردت في نسخة أخرى منه كما هنا، فهو الصواب.
(٤) في الديباج: "مقصور".

<<  <  ج: ص:  >  >>